الجعفري يكتب | الميليشيات الحوثية.. حالة من الصدمة والرعب !!
سعيد الجعفري
تعيش الميليشيات الحوثية أزمة ثقة كبيرة وحالة الشك في صفوفها القيادية ولن يكون حالها بعد اعلان التحالف حالة الإختراق الذي تحقق في صعيد المعلومات اللوجستية من داخل البيت الحوثي مثل حالها قبل الإعلان.
لقد مرت الساعات بطئية على قيادات الميليشيات وهي تحبس الأنفاس بإنتظار الاعلان الذي حدده التحالف عن نشر الأدلة على تورط الميليشات في تحويل مطار صنعاء كمركز لإطلاق الصواريخ الباليستية والمسيّرات. وتورط حزب الله اللبناني الإرهابي باليمن واستخدام المطار لاستهداف المملكة.
وبدا واضحا حجم القلق الذي انتاب هذه الميليشيات وبدات اكثر كم هي ضعيفة على عكس ما تتظاهر به من قوة من خلال الوحشية المفرطة التي تستخدمها في تنفيذ جرائم القتل في حربها ضد عموم اليمنيين وفي طريقة ادارتها للمناطق التي تخضع لسيطرتها بقوة الحديد والنار.
لكنها أدركت أخيرا أن نهايتها اقتربت بعد أن عاشت فترة من الوهم المسكون بالشعور بالنصر الزائف وعدم القدرة على الفهم بإن الصبر على ممارستها الطائشة والجرائم الأرهابية التي تختلف كليا عن قواعد الحرب الشريف الذي يراعي المعايير الانسانية والقوانين الدولية التي تضع القواعد التي لا ينبغي للحروب أن تتجاوزها وهو مالا تدركه ميليشيات لا تفرق بين طبيعة الحروب الشريفة التي تخوضها الشعوب من أجل التحرر من الظلم وبين ميليشيات تخوض حربها من أجل تطويع شعب للقبول بظلمها وجورها والخضوع والاستسلام لجرائمها.
وهاهي فجاءة تفوق أمام حقائق كانت واضحة منذ البداية لكنها لم تكن قادرة على فهمها وظنت انها تصنع نصرا حقيقا من خلال صبر التحالف العربي لدعم الشرعية على حماقاتها.
على الرغم من إدراكه لطبيعة هذه الميليشيات الحوثية الإجرامية التي تأتمر بإمر #إيران.
فإنه اي التحالف العربي لدعم الشرعية لم يفقد أمله بإن السلام ممكن متى ما غلبت هذه الميليشيات مصلحة الشعب اليمني على المصالح الإيرانية ومتى ما ادركت انها جزء من هذا الشعب الذي تخوض حربها ضده.
وهذا ما عبر عنه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في أحد اللقاءات التلفزونية قبل أشهر بإنه لم يفقد الأمل في الحوثي في أنه سوف يغلب في النهاية انتماءه العروبي كجزء من الشعب اليمني.
حيث اراد ولي العهد من خلال حديثه ذلك ابقاء الباب مفتوحا. أمام عودة هذه الميليشيات الى جادة الصوب، والإنخراط في عملية سلام حقيقي، ينهي هذه الحرب. ويفتح صفحة جديدة أمام اليمنيين للتعايش والقبول ببعض في وطن يتسع للجميع يومها ايضا قرأت الميليشيات الحوثية رسالة ولي العهد بشكل خاطئ كما تفعل عادتا بإن هذه الرسالة هي رسالة ضعف كما تفهم كل دعوات السلام اليها بإنها دعوات استسلام وهنا يكمن الفارق كبيرا فالسلام شيء والاستسلام شيء اخر طبعا.
ولو انها وقفت ايضا أمام ما قاله ولي العهد السعودي في ذات الحديث التلفزيوني بإن المملكة لن تقبل ايضا بوجود مليشيات مسلحة مدعومة خارجيا على حدودها لكانت فهمت الرسالة بشكل واضح.
وبدلا من تلقي الرسالة الايجابية من ولي العهد السعودي والتحالف العربي قابلتها الميليشيات الحوثية بالمزيد من التصعيد وتكثيف من عملياتها الارهابية ضد الشعب اليمني وضد المدن السعودية التي تحتظن آلاف اليمنيين الذين ضاقت بهم سبل العيش ووسائل الحياة في بلدهم اليمن الذي تخوض فيه الميليشيات حرب منذ سبع سنوات تنفيذا للاطماع والأجندة الإيرانية.
لقد قرأت رسالة المملكة وولي عهدها بشكل خاطئ كم تفعل كل مرة وعجزت عن فهم أن صبر المملكة والتحالف انما ينطلق من مسؤوليات أخلاقية وإنسانية ويلتزم بالمعايير الدولية باعتبارها دول تقوم على معايير واضحة ضمن منظومة أممية، صبر يقيم الحجة أمام هذه الميليشيات ولا يغلق الباب ابدا أمام امكانية تحقيق السلام متى ما تخلت الميليشيات عن مفاهيمها الأرهابية والعدائية وخرافاتها وبدت مستعدة لسلام حقيقي تصبح من خلاله جزء من الشعب لها ماله وعليها ما عليه، لكنها بدلا من كل ذلك مضت في غيها ظنا منها أنها تحرز النصر.
لقد قالت هذه الميليشيات في السابق انها سوف تحج في العام القادم ببنادقها في مكة المكرمة وحشدت بالأمس القريب لاجتياح مأرب وكل ذلك اصبح سربا وكيف لا يكون كذلك.
لكنها اليوم تعيش وقع الصدمة بعد أن غادرها سفير ايران لديها محمولا باصابته بعد أن كان القوي الأمر والناهي الذي تتسابق لخطب وده قيادات الميليشيات واخذت تتسارع الخطى التي تظهر معها كل القيادات مكشوفة الرأس.
وظهرت ادلة التحالف بعد ليلة رعب عاشتها قيادات الميليشيات وهي تدرك أنها باتت مستهدفة من الداخل وكل واحد منها يخشى من غدر الأخر به وتحت أعين التحالف الذي يرقب الوضع بصمت الحكماء ويرصد أنفاسها وكل تحركتها.
وهاهي قد حانت لحظة النهاية ومعها تمر قيادات الميليشيات بأسواء حالتها تتلفت الخطى بإنتظار رصاصة غادرة تأتى من الخلف يسود خلالها شك الكل بالكل لمن تنطلق رصاصته اولا صوب الأخر ؛ وهاهو محمد الحوثي يتلتفت خلفه خائر القوى مأزوما وقد أدرك أخيرا أن النهاية أقتربت.