الشبيبي يكتب عن: مطهر تقي، والبحث عن السراب
فيصل الشبيبي
على خُطى مجاهد القهالي في سوء الخاتمة، يسير مطهر تقي الذي كان على مدى ثلاثة عقود من أبرز القيادات الإعلامية الصامتة في الدولة، ولعَمري إنها خاتمة ما كانت تليق بشخص تم ذات يوم تسمية أحد شوارع صنعاء باسمه، تقديراً لمكانته التي اكتسبها من قربه من صُنّاع القرار حينها، ولولا ذلك ما عرفه أحد.
فبدلاً من أن يختم عمره الذي تجاوز الخامسة والستين، خاتمةً تليق به، تحول إلى بوق مع الحوثة، يتزلف لهم ويلمع وجوههم التي لا يمكن تلميعها لو جمعوا مساحيق العالم بأكمله!!!.
منذ مطلع الثمانينات، وعلى مدى عقدين ومطهر تقي، يعمل وكيلاً لوزارة الإعلام، وبعدها عقد ونصف وهو وكيل لوزارة الثقافة والسياحة ثم رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية، ولم نقرأ له مقالاً واحداً، واليوم دخل سن المراهقة السياسية المتأخرة باحثاً عن مجد زائل متقرباً من عصابة كهنوتية هدفها واضح للعيان وهو القضاء على أهداف ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة، التي كان يدعي مطهر تقي أنه أحد المدافعين عنها.
الكارثة الأكبر، أنه كان كما يقال في المثل الشعبي (مهيوب ولا مجروب) واليوم وبعد أن حاول إظهار نفسه على أنه كاتب، كشف ثقافته الضحلة وأسلوبه الهش في الكتابة، فكل جملة تناقض التي قبلها، وليس لها صلة بما بعدها، إلى جانب عشرات الأخطاء اللغوية والإملائية الفادحة التي تتخللها محاولاته الباهتة.
لعلَّ الجميع يتذكر كيف كان مطهر تقي منذ الثمانينات يحرص كل الحرص أن يكون في مقدمة الصفوف في كل احتفال وكل مؤتمر وكل فعالية، ويوصي مصوري التلفزيون بأخذ لقطات متعددة له، مستغلاً موقعه، ليثبت للقيادة حينها أنه الأمين المؤتمن، وبمجرد أن جاء الحوثة وسيطروا على صنعاء، حتى تلبّس قناعاً آخر وها هو اليوم يهاجم المؤتمر وقيادته الوطنية والتاريخية ويسيئ لهيئته الناخبة بأسلوب مكشوف ليس له أي معنى ولا مبنى ولا مدلول، سوى التزلف من الحوثة والتقرب منهم على الرغم أنه في غنىً عن ذلك، لكنها كما قلنا من قبل ( سوء الخاتمة) التي اختارها مطهر تقي لنفسه.
لم يسبق وأن ادعى أحد أنه وصي على المؤتمر الشعبي العام، أو وريث له، ولم يفرض أحد نفسه على المؤتمر، لكن هذا المتخبط ينسج له قصصاً وروايات من خياله الذي يتضح للجميع أنه قد بدأ يتفلّت منه، لذلك يتخبط من وادٍ إلى آخر، ساعة يُفتي في التاريخ وأخرى في السياسة وثالثة في الجغرافيا ورابعة في المؤتمر، والمشكلة أنه لم يفلح في واحدة منها.
(محمد علي الحوثي العجيب)
(محمد علي الحوثي السياسي الذكي)
(يحيى بدر الدين الحوثي المؤرخ)
تخيلوا أن هذه عناوين مقالات كتبها مطهر تقي، الذي يقدم نفسه اليوم متحدثاً باسم المؤتمر ووصياً عليه، دون خجل أو وجل من نفسه أو ممن يقرأ خزعبلاته!!!.
كل قيادات المؤتمر الشعبي العام، تُكنُّ الحب والاحترام والتقدير للزعيم المؤسس الشهيد علي عبدالله صالح، كونها ارتبطت به وجدانياً وقيمياً على مدى عقود، ولم تقبل على نفسها أن تسيء للرئيس الشهيد، رغم الضغوطات التي تواجهها، إلاّ هذا ناكر الجميل، وقلة قليلة ممّـن هم على شاكلته، يبيعون تاريخهم ومبادئهم بمجرد انتهاء المصلحة، بعد أن كانوا يكيلون المدائح ويتقربون للرئيس بالحق والباطل.
كان الأولى بمطهر تقي أن يحمل سجادته ويعتكف في الجامع الكبير ما تبقى من أيام عمره، لا أن يحشر نفسه في شؤون المؤتمر الشعبي العام، لأن ذلك من اختصاصات القيادات الوطنية المجربة، وليس المتحوثين الذين كشفتهم الأحداث في أول منعطف، وأساؤا بتلك التصرفات لأنفسهم وتاريخهم الذي اتضح أن الزعيم علي عبد الله صالح هو من كان يسترهم ويغطي عيوبهم، وأنهم لولاه ما كان لهم ذِكر.
ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه وعمره.