مصطفى محمود يكتب عن | مــأرب الـشوكــة

مـصـطفى محمود

لا يختلف اثنين على ان #مأرب أول شوكة في حلق المشروع الامامي، وأنّ هذه الشوكة تحمل معاني مختلفة، فهي وخزت استكبار المليشيا الحوثيه المقنعه بالرعب، وصارت هذه الشوكة تستوقف المليشيا الحوثيه كيفما تحركت ، لتملأها قلقًا وعدم استقرار. وهي من جهة ثانية شوكة، بمعنى القوة والمنعة، فكلمة “ذات الشوكة” في الآية القرآنية {وتودّون أنْ غيرَ ذات الشوكة تكون لكم} تُحيل إلى معنى القوة في الحرب.

والقوة التي تتمتع بها مأرب كونها (شوكة)، لا تنبع أساسًا من فعل مادي وسلاح ومواجهات مسلحة ، بالرغم من أن هذا داخل في الحسبان، لكنها القوة التي تدل على أن روح اليمنيين التي أصابتها رضوض باهظة، خلال ثمان سنوت من الحرب هي روح عصية على الفناء، تأبى الاستسلام، ذلك لأنها تمتثل لقوانين التاريخ والطبيعة، مهما تأخر مفعول هذه القوانين في الروح العظمى لشعب ما. التاريخ الذي يطرح مقولاته دائمًا في أن الشعوب المقهورة ستسقط الطغيان ، قصر الزمان أم طال.

مأرب الشوكة المادية والمعنوية في عمق المليشيا الاماميه الكهنوتيه هي التي تقع في شرق الجغرافية اليمنية، وقد انتقلت بشجاعتها إلى الصدارة في قلب كل يمني انسجم مع مبدأ الكرامة والحريه “

لا تتورع المليشيا الحوثية السلالية عن إشهار حقدها على كل المدن والقرى والمناطق اليمنيه التي سلمت لها دون مقاومة، فكيف بمأرب التي مازالت واقفة ضد حشودها المليشاويه الصارخة الغاضبة، ولا يخفي السلاليين نزعتهم في الانتقام من مأرب بكل وسيلة وحيلة. ” ومازال كبرياء مأرب حاضرا في الذهنيه السلاليه من عهد ابن ملجم المرادي والشهيد القردعي والشدادي وغيرهم من الابطال الذين هتكوا ستار بعبعها، لذلك يرى السلاليون لا بد من استعادة الجغرافية المأربية الثائرة وتأديبها، لترجع راضخة مهانة إلى (حظيرة) المليشيا السلالية إلا انها كل مرة تعود خائبة منكسرة.

ونظرًا لما تشكله مأرب من رمزية أيقونية لليمنيين الجمهورين المعارضين للمشروع الامامي، فقد ارتفعت نبرة الأسى على مصيرها، بسبب صمت الشرعيه المطبق وهي ترى مأرب تواجه بأسلحتها الخفيفة والمتوسطة اعتى قوة عسكرية امتلكتها المليشيا الحوثية، هنا ارتفعت نبرتنا بما يناسب ضخامة هذا الرمز واتساع الحلم اليمني. فقد تم اعتبار نهاية مأرب نهاية أخيرة للصمود الجمهوري ومع ما يعتصر اليمنيين من ألم وإحباط، يحاول المزاج المأربي المقاوم ابتكار أشكال من إطالة الأمل الذي لا غنى عنه لاستمرار فكرة مناهضة المشروع الامامي الايراني البغيض.

  • كاتب من اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى