جميح يكتب: مأرب ‏أنهكت قوة كهنة الإمامة

د . محمد جميح

سنوات من الحرب للسيطرة عليها وهي تصد جحافل الإماميين الجدد،وتجعلهم عبرة لمن خلفهم.

ماذا لو عملت الشرعية بكامل طاقتها؟!

ماذا لو تحركت كل الجبهات في آن واحد؟!

ماذا لو توقفت المماحكات بين الأحزاب؟!

ماذا لو تم تسليح الجيش بأقل من عشر ما لدى الحوثيين؟!

‏صحيح أن الضغط على مأرب شديد، لكن الرجال يتمسكون بقضاياهم في كل الأحوال، لا يضرهم من خذلهم، ولا تهزهم دعايات خصومهم،إن عاشوا عاشوا رجالاً وإن رحلوا رحلوا أبطالا.

وحاشا لله أن ينحني رجال مأرب لكهنة الأخماس والأعشار وسدنة معابد الخرافة.

يأبى الله ذلك وتأباه نخوة العرب وشرف اليمنيين.
‏لن تنخدع مأرب بأصحاب مقولة: أتركوا “الخط الأسود” للحوثي، بحجة أن الحوثي يقاتل مرتزقة السعودية ، وهو الذي عاش يرتزق على مخصصات المملكة لسنوات طويلة، قبل أن يتنكر لها، كما تنكر سيده الخميني للعراق الذي استضافه سنوات طويلة، قبل أن يعود الخميني لطهران ويشن الحرب على بغداد…

‏وأما دعاة السلام المحليين الذين يطلبون من المعتدى عليه أن يوقف الدفاع عن نفسه، فنحن نقدر لهم خوفهم على عقاراتهم الواقعة تحت سلطة الحوثيين، ولكنهم لن يخدعوا أبناء مأرب بدموع التماسيح التي لم يتجرأ أصحابها على قول الحقيقة التي يعرفها الكل، وهي أن الحوثيين هم المعتدون.

‏مشكلة كهنة الإمامة أنهم يقاتلون رجالاً تقضي أعرافهم أن الرجل إذا قتل برصاصة في مؤخرة رأسه فإنه يرحل مجللاً بعاره، وأن الرجل لا يخرج من مترسه إلا جثة هامدة، وأن الرجال لا تكون إصاباتهم إلا في الصدور والجباه، مقبلين غير مدبرين.

‏إن نموذج مأرب يجب أن يحتذى، وإنه لحق على الحكومة بكل إمكانياتها، والشرعية بكل مؤسساتها الوقوف مع هذه المحافظة الباسلة التي تقاتل نيابة عن اليمنيين جميعاً، بل عن العرب كلهم ضد مشروع وعد قادته الإيرانيون بأن يفطروا على تمر عاصمة السبئيين فالتهمتهم رمالها.

‏أغلب ما يعرفه اليمنيون عن مأرب أنها كسرت عنجهية الكهنة، لكن الغالبية لا يدركون الأثمان الغالية التي دفعتها مأرب من دماء خيرة شبابها وكهولها.

ما لا يعد ولا يحصى من الصواريخ والمقذوفات والألغام والمسيرات سقطت على رؤوس لا تنحني إلا لله، ومع ذلك لم تزدد مأرب إلا قوة وصلابة.

‏تستحق مأرب الدعم لأن رجالها – ورجالها كل من فيها – لا يدافعون عن أنفسهم وحسب، ولا عن أرضهم وحسب، ولا عرضهم وحسب، ولكنهم يدافعون عن كرامة اليمنيين جميعاً وعن جمهوريتهم المغدور بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى