دبة الغاز وعيون الامام احمد
محمود ياسين
قد منحوا كل واحد عيون الإمام أحمد واطلقوه في الأرجاء.
تعال لكرت الغاز ، ولأنني بعد العشاء اكون هكذا في حالة من التحلي بالمسؤولية فذهبت لكرت الغاز يفترض عند عاقل الحارة وإذا بي أمام نسخة من الإمام أحمد وهو يعاني البواسير ويقولون له مشرف.
تحدث كإمام صارم يذكرك بشيئ لا تذكره محذرا من جرائم العالم الافتراضي والتحريض ” لو تدروا كيف نطق الضاد ” قرحها قارح وكيف أنني نشرت قبل زمن عن مشكلة لم تعد تعنيني.
غالبا مااكون متعجلا بسبب التمسك بنشوة القات ومحاولة الامساك بذيل مقالة وفكرة بدأت تختمر ، فطعفرها الإمام الجديد بحدقاته الهائلة رغم أنني لا أفهم علاقة الغاز بجرائم النشر ، وماهو الشكل القانوني الرابط بين مشرف مبالغ فيه وعالم افتراضي يفتقر للدعابة.
سألت نفسي لاحقا كماهي العادة : هل يعتقد أنني جبنت؟
وإنه لمن الباعث على الإحساس بعبثية القوة أن تعود للمشرف لتخوض معه مرافعة قد تقنعه أن عليه البحث عن مسهل بدلا من هذا الزحار الرسمي وكأنه حقل غاز يبحث عن من يكتشفه.
هاقد أخبرته وتخففت قليلا من المضمر ، وأظنه سيتصل ليبدو مخيفا على نحو أكثر يقينية لأرد عليه بنصيحة ” جرعة ملح انجليزي “.
إنها التصورات الغبية وسوء الفهم بينك وبين سلطة تعتقد أن كل ما يبقيك مواطنا جيدا هي بهرارة التاريخ ، هكذا دأبنا مؤخرا على الاكتفاء بإزالة سوء الفهم بينك وبين سلطة هي أشبه بدبة غاز تالفة تعتقد أن سلطاتها محل شك.
لو اعتمدتم سياسة : لا غاز لمن ليس معنا ، لن تجدوا عندها مستهلكا واحدا تربحون منه فلسا ، سيكون عليكم التخلي عن المبالغ الهائلة فأنتم السلطة الوحيدة في هذا العالم التي تعمل في تجارة الغاز وتربح من كل شيئ وتبهرر مجانا .