بصنعاء.. سلطة جباية متسولة مبتزة
عبدالوهاب قطران
قبل مغرب اليوم رن هاتفي الخلوي حملقت بشاشته واذا به مندوب الغاز بالحارة ،فرحت وقلت في نفسي ربما سيقول لي جهز قيمة اسطوانة غاز العيد،منقوصة الوزن..
رديت عليه الوه اهلا هل به غاز؟
رد وصلك الظرف ،اندهشت واستغربت وقلت له اي ظرف تقصد؟
قال ظرف فاضي سلمته لعيالك ،ماوصلوه لك قلت لا لم يصلني!!
قال لازم تجهز الظرف وتسلمه ساامر له بعد العشاء..
قلت له مااجهز وعن اي ظرف تتحدث؟
رد الظرف حط فيه المبلغ اللذي تقدر عليه،مجهود حربي اضحية للعيد ،وسلمه لنا قلت له ،عاد شيء معاكم عقل او عيدي الله،نهبوا مرتباتنا منذ سنوات وعادهم فوق هذا يشتوا مننا نتبرع لهم لاضحية العيد..
قال خلاص سلم الظرف فاضي!!
سمع المقيلين عندي حوارنا ،فعقب احدهم ،ياقاضي حط لهم بالظرف الف قرش،لاترده فاضي ،قد مروا علينا كلنا للبيوت ودفعنا مرغمين لكي نحصل على دبة الغاز ،مالم عيعاملونا ويمنعوا عننا الغاز..
استفزني هذا الابتزاز الصفيق واشتعلت نار الغضب في صدري وشعرت بننا صارنا تافهين جبناء ضربت علينا الذلة والمسكنة ،وفقدنا النخوة والكرامة وتنازلنا عن حريتنا مجانا ورضينا لانفسنا بحياة العبيد الخاضعين ..
قلت والله ماادفع فلس لسنا ذميين ندفع جزية ،يضحوا من البليونات التى يجبوها صباح مساء تحت الف مسمى ومسمى..
قال لي عيعاملوك ويحرموك من الغاز ويشتغلوك..
لانهم يطلبوا ارجاع الظرف وكتابة اسمك ورقم هاتفك بظاهر الظرف !!
فهمت انه اسلوب استخباراتي بوليسي ابتزازي ارهابي ،يجمعوا معلومات عن كل بيت وحارة ويحصوا من لم يدفع الجزية ،ثم يصنفوه منافق خائن عميل مريض حاقد ناصبي ،ثم يعاقبوه وينكلوا به واقل عقوبة حرمانه من اسطوانة الغاز الشهرية منقوصة الوزن التي تباع بخمسة الف ريال..
سلطة لاتستحي ولاتخجل وتمارس الابتزاز والنهب لعباد الله تحت الف مسمى ومسمى ،بقوة وسطوة السلطة وطغيانها وارهابها، يجبروا المواطنين فقيرهم وغنيهم على دفع الجزية عن يد وهم صاغرين ،وصلت بهم البجاحة الى طرق باب كل بيت يبتزوا الناس تحت عناوين حربية، ويجبوا بليونات الريالات تحت مسمى اضحية العيد للمجاهدين هذه المرة..
سلطة جباية تخلس ظهور عباد الله وتجبرهم على التبرع لجيوبها وكروشها المتورمة بالمال الحرام..
لاشبعوا ولاقنعوا كجهنم هل امتلائتي فتقول هل من مزيد ..
لم يشبع نهمهم للمال ،الاسواق السوداء والجرع بالوقود والغاز والكهرباء والماء ،والاتصالات ،والضرائب والجمارك والرسوم والزكوات ،ولا المرتبات المنهوبة منذ خمس سنوات ،ولا التبرعات باسم فلسطين ،وباسم الاعياد والمناسبات الطائفية ،ولا تسليع الطب والتعليم وكل الخدمات الاساسية والمتاجرة بها وتحقيق ارباح فلكية ..
يحبون المال حبا جما ،وينهبوا عباد الله بااسم سبيل الله ،انهم لصوص الله..