10سنوات من تفجير مسجد الرئاسة.. اليمن إلى أين ؟!
بقلم: محمد انعم
عشر سنوات مضت والشعب اليمني يعيش ليل نهار اهوال الجريمة الارهابية التي استهدفت حياة رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح وكبار مسئولي الدولة والمؤتمر في مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو 2011م ، والى اليوم لم يتوقف نزيف الدم اليمني..ولم تتوقف عمليات تفجير بيوت الله وتدنيسها..كل يوم نشاهد اجسادا مضرجة بالدماء.. وارواح تزهق..وتتوالي انهيارمؤسسات الدولة اليمنية تباعا ،حيث تتعرض للنسف بشبه العبوات والايادي الاجرامية التي تفرعنة وتعدت على قدسية بيت من بيوت الله الآمنة.
قبل صرخة الحوثي ، كان الاخوان يرددون صرختهم:( ارحل.. ارحل .. ويهتفون باسقاط النظام ) في الجوامع والشوارع والمدارس وفي كل مكان .وظلوا يحرضون الداخل والخارج ويزعمون بان اليمن لن تستقر الا برحيل صالح ، رفضوا الحوار والتنازلات التي قدمها الزعيم من اجل حقن الدماء وتجنيب اليمن الخراب والدمار والفتنة ، لكنهم اتخذوا قرار تصفيته داخل مسجد دار الرئاسة ..اقدموا على اقتراف تلك الجريمة الفضيعة التي هزة العالم ، دون خجل من الله او من خلقه ، بل انهم وبكل وحشية هللوا وكبروا محاولين اخفاء روحهم الاجرامية.. غير مكترثين بعواقب تلك الجريمة على مستقبل اليمن وامن واستقرار دول المنطقة.
مضت عشر سنوات ومازال الاخوان بنفس التمترس ، يمارسون الاقصاء والالغاء ويرفضون الحوار لانقاذ الوطن من كوارثهم من خلال وضع خارطة طريق لاستعادة العاصمة صنعاء المختطفة من قبل ايران ، انهم يتمترسون وكأنهم الحاكم باسم الله.
جماعة ما تزال تعيش وهم عقلية ساحات (احرجتمونا) ، للاسف لم يتغير تفكيرهم ولم يتعلموا من اخطائهم طوال عشر سنوات دامية منذ نكبتهم في 2011م ، والتي اكلت الاخضر واليابس واهلكت الحرث والنسل.
ان محاولة الهروب من الاعتراف بالاخطاء ومصارحة الشعب بالاحتماء بالنفوذ والهيمنة والسطوة وتوزيع المناصب او المراهنة على مرور السنيين محاولة فاشلة ، فالجسد اليمني لا يمكن ان يستعيد عافيته الا بتقبل جرعات مرة وعليهم ان يفغلوا ذلك ، ومن لم يتغظ يعشر سنوات فلا واعظ له.
كما ان محاولة التقليل من جريمة مسجد دار الرئاسة طوال عشر سنوات وترديد اوصاف ك (المحروق) او المخلوع الخ ، لم تغير في الامر شيئا ، لان الوعي الوطني يؤمن بان الاوضاع التي تعاني منها اليمن هي بسبب تلك الجريمة التي استهدفت الرئيس علي عبدالله صالح ،والنظام الجمهوري والديمقراطية والامن والاستقرار داخل مسجد الرئاسة ، لهذا نجد ان هناك اجماعا في الشارع اليمني يحمل مثيري فوضئ 2011م المسئؤلية عما تتعرض له البلاد ويعاني منه الشعب ، وهذا يعني انه لابد من التوقف عن تلك الاخطاء وعدم التمادي في استمرارها.
الشيء الاخر ان الرهان على الايام والاحداث لخلط الاوراق للافلات من العقاب ،او بارتكاب المزيد من الجرائم بحق الرموز الوطنية ، كما فعلت ذلك ميليشيات الحوثي عام 2017م واقدامهم على قتل الزعيم علي عبدالله صالح وايضا تمكين الحوثة لايران من احتلال صنعاء وقصفعم للسعودية، ايضا يظل رهانا فاشلا..
لقد فتح من خططوا ونفذوا جريمة مسجد دار الرئاسة ابواب اليمن للشياطين والارهابيين واشعلوا والفتنة التي لن تنطفي نيرانها الا بمعاقبة مرتكبيها ، وهي فرصة مواتيه للإخوان امام متغيرات جارفة.