السلالي الصغير
كتب: يحيى العابد
يستمر مصطفى احمد نعمان منذ تقاعده عن العمل الحكومي في تأطير نفسه داخل بطل وهمي شريف ولكن خارج البرواز يرى الناس فيه رجلا عديم المعنى من أي شيئ ، فاشلاً وتائهاً وتافهاً في أغلب الأوقات ، مريضاً بالحقد الطبقي والمناطقي على ابناء منطقته لأنه يعيش على وهم أنه من سلالة يجب ان تسود محافظة تعز ويجب أن تحتكر تمثيل المحافظة في الحكومة والبرلمان وكل شيئ ، ولسبب ما من هذا هذا الشعور المريض لايتورع عن تفجير غريزة العداوة لكل من يجتهد ويبزغ نجمه ويصبح رقماً في الدولة وفي المجتمع ، يحقد على رئيس البرلمان ويهاجمه في كل صغيرة وكبيرة لأنه من تعز ، ينتقده اذا قام وينتقده اذا قعد وينتقد حتى برقياته المتعلقة بالمجاملات الاجتماعية والمناسبات الوطنية والدينية التي لاتنطوي على قرارات او سياسات وينتقده إذا تحدث ويهاجمه اذا سكت، يأخذ على عاتقه مهاجمة محافط تعز اذا كان هذا المحافظ من تعز وقد قال في المحافظ السابق امين محمود مالم يقله مالك في الخمر ، لأن مصطفى يعتقد أن المنصب يجب أن يكون له أو لأحد أبناء عمومته بصرف النظر عن كون أمين محمود رجلا عصامياً وشريفاً وكفوءا وهو كذلك فعلاً لكن هذه المعايير لا تفوق معيار ان يكون المسؤول من بيت نعمان !، وبسبب هذا المعيار السلالي يهاجم مصطفى نعمان محافظ تعز الحالي نبيل شمسان للسبب نفسه وهو أن المحافظ من تعز.
وبالوتيرة نفسها يقدح في رئيس الحكومة ويحسده ويذمه في كل شاردة وواردة على الحق وعلى الباطل لأنه من تعز ، وفوق ذلك مصطفى مصاب بالحسد الوظيفي المتفاقم وهذا يجعله طيلة الوقت واشياً بموظفي الحكومة ومتذمراً من كل قرار من قراراتهم لأنه أزيح من وظيفة السفير التي يعتقد انها حق سلالي له كوريث للنعمان.
وهو ضد انتقال الحكومة الى عدن حينما كانت في عدن لأن الاساس كما يقول أن تكون في صنعاء ، وضد عملها من خارج عدن لأن الاساس أن تعمل من داخل الأراضي المحررة ولاسيما عدن ! وهو يهاجم مجلس النواب لأنه يستسلم للظروف ولايعقد اجتماعاته الدورية وهو ضد اجتماع المجلس حين يجتمع لأن الاجتماعات ليست الحل لمشكلة. وقد كتب مصطفى نعمان راداً على اجتماع رئيس البرلمان الاخير بممثلي الكتل البرلمانية متهماً اياهم بعدم احترام اليمين الدستورية والقرآن الكريم الذي اقسموا عليه والعقيدة وسيادة الاراضي اليمنية !! وهو الذي كان يهاجمهم لأنهم لايجتمعون ولا يتناقشون.
لماذا هذا الاندفاع المجنون خصوصاً وان الاجتماع لم يتخذ قراراً بالتفريط بالسيادة او الوحدة او التسليم بسلطة الانقلابيين ،؟ مالسر وراء هذه الهستيريا ؟. مرد الهستيريا يكمن في الاحساس الداخلي بالضحالة الشخصية امام بريق اسم الشيخ سلطان البركاني ابن تعز الذي ينتمي لطبقة اجتماعية ليست اقل شأناً من سلالة مصطفى النعمان، والشيخ سلطان رجل مكافح ومجتهد وصل الى ما وصل اليه بجهده الشخصي واخلاقه المتسامية وتواضعه وخدمته للناس وقدرته الفائقة في كسب الأصدقاء والتأثير فيهم ، بيما لا أحد يعرف عن مصطفى سوى أنه أحد أبناء أحمد النعمان، وهذه الأبوة – مع الأسف – شكلت واحدة من أعظم عقده الشخصية ، فهو في قرارة نفسه يشعر بالضحالة امام تفوق الاخرين عليه ثم الفشل عند محاولته اسعاف الحال عبر الظهور أمام الناس كامتداد لأبيه.
عندما يحاول ابراز نفسه كحكيم في أمور الادارة وسياسة الدولة فيشتم هذا الوزير ويلعن ذاك المسؤول دون ان يقول شيئاً غير الشتيمة والتذمر لايسعنا ونحن نقرأ خواءه عبر مواقع التواصل سوى الرثاء لحالته المزرية، ومبعث الرثاء أنه يعيش مثل الطفيليات خارج الخلية يمتص تأريخ الوالد وأصدقائه وسمعته، ولكن في مسألة القدوة ينحي أباه جانباً ليتخذ انيس منصور و الأملحي مثلا وأسوة.