الزعيم حيا في وجدان شعبه
معين برس : كتب – عارف الشرجبي
عام بالتمام والكمال على رحيلك ايها الرئيس القائد والزعيم الخالد (عفاش الحميري).
عام على رحيلك الذي اورث القلب حسرة والفؤاد لوعة واسكن في الحلق غصة ومرارة الفراق.
رحلت عنا فجأة فتحجرت مقل المحبين وابت ان تجود بدموع الوفاء فضنت وبخلت بها قائلة ان رحيلك لم يكن الا رحيل عزة وشموخ وانفة واباء , رحيل كبرياء الابطال العظماء الذين رحلوا عن دنيا النفاق والتملق والرذيلة والبهتان والفجور والاستسلام والخنوع الذي يرفض العظماء امثالك التعايش معه.
لقد رحلت وانت بارا بقسمك بانك ستكون مع الشعب وإلى جانبه غير ان هذا الشعب او جزءا منه (الذين اصطفيتهم انت وكانوا بطانتك التي لم تحسن اختيارها ) فغدروا بك وتنكروا لصنيعك ومعروفك كالقطط السمان حين رفعتهم من الثراء الى الثرية فنكثوا الوعد والعهد وخانوا الايمان التي قطعوها على نفسهم انهم سيكون معك وإلى جانبك لكنهم سقطوا في اول محطة اختبار حقيقي وبانت عورتهم وتنكست رايتهم التي لم ترتفع ولم تكن إلا بك انت وحدك فكانت النتيجة انك لقيت ربك راضيا مرضيا تزهو بمناقبك والى جانبك البطل الشبواني العولقي (عارف عوض الزوكا ).
رحلت بشموخ الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه فيما الذين تخلوا عنك نجدهم اليوم يتجرعون بنفس راضية مرارة الهوان والذلة والمسكنة التي كنت قد نفضت غبارها عنهم واوجدت لهم قدرا من الكرامة التي غادرتهم وذهبت عنهم الى غير رجعه حين تخلوا عنك في محنتك التي سيخلدها التاريخ بأحرف من نور.
في مثل هذا اليوم الاغر يوم الرابع من ديسمبر 2017م رحلت وانت رافع هامتك مكللا ومعززا بكل قيم الرجولة والاباء والتحدي والاصرار على الثبات لانك تدرك ان الرجولة قيم سامية لاتشتريها كنوز الارض ذهبا وفضة لانها قيم الحرية التي يزرعها الخالق المولى في قلوب ونفوس المؤمنين الذين يحبهم ويحبونه ويدافعون عن معاني ومضامين العدالة والمحبة والتسامح والسلام التي فطر الله الناس عليها.
غادرتنا بجسدك الطاهر ( يا ابا احمد وصلاح وخالد ومدين ) فيما نفسك المطمئنة سمت وارتفعت لتعانق السماء وصولا الى بارئها وهي تشتكي لجلاله وعظمته وعدله قائلة خذ حقي ممن ظلمني واهرق الدماء من ذلك الجسد الذي اسكنتني فيه منذ كنت في المهد صبيا , ثم تعود مرة اخرى لتحلق بيننا فتسلم على الاوفياء فقط وتزدري المتنكرين للعهد والوعد الحانثين بالايمان الذين ولوا الادبار يوم حمى الوطيس لتصعد تلك الروح الزكية الى بارئها مرة اخرى قائلة خذ حقي وانصفني ممن تخلوا عمن احبك واحببته وانت العظيم المهيمن الجبار ,احببته لانه بر بقسمه وعهده الذي قطعه لك وادى الامانة في حفظ الوعد والعهد معك حين صان وتجنب إراقة دم الابريا حين رفع كتابك بيمينه في عقر دارك (جامع الصالح ) باحثا عن بصيص من فرص السلام والحوار والامن والاستقرار لشعب الايمان والحكمة في الوقت الذي كان الاشقياء واباطرة الفجور يبحثون عن إهدار مزيد من دماء المغرر بهم في الساحات ليصلوا من خلالها الى كرسي الحكم العضود.
غادرتنا لكنك ستظل حيا في وجداننا وعقولنا وفي نبضات قلوبنا وستظل دما يجري في عروقنا حتى نلاقيك.
رحلت ولكنك ستظل حيا نتلمسك في كل شبر من يمننا الحبيب فانت حيا في الضمير وانت قيم في الوجدان وانت بصمة محفورة في جدار كل مدرسة و كليه وجامعة ومعهد.
ستظل الاجيال تتذكرك وتسلم عليك وتترضى عنك وانت حاضرا في كل ذرة رمل وقطعة ازفلت مهدت بها الطرقات المسبلة سنتذكرك بصمة حفرت في كل مستشفى ومعهد ومركز صحي يتطبب فيه البؤساء من ابناء الشعب الذين تنكر البعض منهم لك بكل جحود وخسة ونذالة لاتدانيها خسة ولا نذاله..
رحلت عنا بعد ان غرست محبتك في قلوب شعب عاش معك وبك ومن نظالك استقي معنى حب الوطن والذود عنه شعب احبك وعشقك حتى الثمالة للحد الذي نلتقي العشرات والالاف منهم وهم يقولون هل فعلا رحل الزعيم صالح ام لازال حيا وانه سافر مع السفير الروسي وهو الان موجود هنا او هناك . يقولون هذا وهم بين مصدق ومكذب فكر رحيلك الاسطوري وما احتشاد العشرات في مطار عدن قبل ايام لاخذ صورة تذكارية مع احد المسافرين القادمين من الخارج الذي يشبه صورتك عند النظر اليها للوهلة الاولى الا دليل ان هناك من لم يصدق فكرة رحيلك ودليل محبتك التي ستظل محفورة في الوجدان مهما حاول البعض الاساءة لك او التقليل من مكانتك في القلوب او في سفر التاربخ ايها القديس الذي كنت صادقا في مشاعرك وحبك للناس فبادلوك الحب بالحب والوفاء بالوفاء. باستثناء الخونة الذين اطعمتهم من دسم موائدك ومنحتهم الهبات والعطايا بكلتا يديك العابقتين بطهر تراب الارض اليمنية التي لا تتنكر لشرفائها وابنائها الميامين الشرفاء الذين دافعوا عنها ذات يوم وصدقوها الوعد وبروا القسم ذودا عنها ورووها بعرقهم ودمائهم الزكية.
ستضل يا آخر التبابعة تحلق في سمانا وبين ضهرانينا في كل حين واوان وكلما تنفس الصبح مشعا بنوره وبالامل الكبير وكلما اسدل الليل ستاره ولباسه العميم.
وسيتذكرك المساء بشفقه الخافت حين كنت تناجي ربك خلسة عن الناس ان يحفظ الله اليمن وشعبه من المتآمرين.
سيتذكرك الجميع حين يرددون هتافات التمام في الكليات العسكرية والمطارات وحين نستقبل الوفود الزائرة ونودعهم بالسلام الوطني
وسيتذكرك اطفال واشبال وفتيات المدارس حين يرددون النشيد الوطني الذي جاء مع اعلان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة التي لك الفضل بعد الله في تحقيقها فكنت آخر التبابعة ولو كره الحاقدين الذين في قلوبهم مرض عضال لايبرأ.
رحلت عن دنيانا الفانية ولكن روحك الطاهرة لازالت ترفرف وتسكن في قلوب اولئك الجنود والضباط الذين كنت تستعرض مرورهم في ميدان السبعين وفي الكليات والاكاديميات العسكرية العليا تتباها بهم حراسا للوطن وسيادته وأمنه واستقراره والذين لم يخذلونك ولكنهم كانوا قد مزقتهم المؤامرة تحت مسمى اعادة الهيكلة او تم تسريحهم وارهقتهم الحاجة والعوز حين تم قطع مستحقاتهم بعد نقل البنك المركزي الى عدن وهم اليوم جميعا الا اليسير منهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يايمن تماما كما علمتهم ولقنتهم انت ونجلك السفير الاسير.
فالى جنة الخلد مع الشهداء والصديقين .
صنعاء 4-12-2018م