في حفل توديع صديق الإنسانية غمدان الصوفي مدير الانعاش الاقتصادي بمنظمة الإنقاذ الدولية بالضالع
بقلم: علي عميران
يتنعّم بصفاء الروح وهناء البال أولئك المُسَالِمُون الذين يحملون أفئدةً تُشبِه الطَيْر بتوكّلها وتُشبِه الغَيْم ببياضها وتُشبِه السماء برحابتها الذين يُقدّمون حُسن الظنون دومًا على السَيِّئ منها المؤمنون بالنور العاشقون للأمَل الواثقون دومًا بغَدٍ أجمَل فعندما يتزين الناس بمكارم الاخلاق ونبل الطباع وقيم الإنسانية ودرر الفضيلة وجواهر الادب فلا تأتي منهم إلا نفائس السلوك ورقي التعامل وسمو النفوس وطهارة القلوب وصدق المواقف وطيب الخصاﻝ.. هكذا عهدنا صديق الإنسانية غمدان الصوفي دائماً وابدا فأحببناه.
صديق الإنسانية غمدان أعلم أنك كنت تقوم بعملك كأي مسؤول أو مدير عادي يحترم نفسه فعل كهذا يبدو أمرا طبيعيا لكنه في حالتنا وخصوصا في الضالع يكاد يكون فعل ذو دلالة إستثنائية خاصة إن الأفعال الطبيعية في الظروف الإستثنائية هي ما تمنح الفاعل صبغة بطولية تتجاوز طبيعة الفعل ذاته لناحية ما تحمله من رمزية ظرفية خاصة وأثر وجداني على صعيد إنعاش الحلم وفتح نوافذ الأمل للمواطنين المحبطة.
شكرًا صديق الإنسانية غمدان الصوفي ما قمت به طيلة سنوات عملك في منظمة انقاذ الدولية بالضالع بداية من ضابط الامن الغذائي وحتى مدير قسم الانعاش الاقتصادي هو ما تفرضه عليك واجباتك أما ما نشعر به تجاهك من إمتنان فقبل أن تكون مشاعر مستحقة فهي ردة فعل ناتجة عن شعورنا الطويل بالخذلان فصرت نموذج لتعويضنا عن مشاعر الخيبة التي أرهقتنا منذ زمن وهكذا أصبحنا نحتفي بك في كل صباح يشرق.
هذه السنوات القليلة التي عملت فيها بالعمل الإنساني هيا التي جعلتنا نشعر بوجودك ووقوفك إلى جانب المستفيدين والمحتاجين والنازحين فهذه الميادين الموَّارة بالحياة والعمل الإنساني المبني على احتياج المستفيدين هيا التي جعلت منك نموذج الإنسان المخلص.
صديق الإنسانية غمدان نعلم انك اليوم تغادر عملك في منظمة انقاذ ولكنك ستبقي صديقا لنا ستظل ذكرياتك وبصماتك وآثرك الذي تركته وعملك الإنساني ودعوات الفقراء والمحتاجين والنازحين والمشردين حاضرة في الاذهان.
ستظل مناطق الضالع ولحج ومناطق عزاب وبيت الشوكي والقدم والفاخر وصبيرة وشخب ومريس وقعطبة ولكمة صلاح والقرين والزند والشعب والعشري والضبيات والكبار والحصين وحرير والحوطة والظاهرة والفقهاء والمرافدة والعرشي والغشه والجوسر والخربة وكل المناطق والعزل التي عملت فيها في عملك الانساني وتقديم العون والمساعدات للمئات من فقرائها ومحتاجيها ونازحيها واراملهاطيلة فترة عملك في منظمة الإنقاذ شاهده وذكريات لن تنسى.
ستظل كل تلك الذكريات التي تركتها معنالا يمكن ابدا استبدالها ونسيانها واريد ان أطمئنك بانك تركت آثر كبير في قلوب كل من تطوع و عمل معك وقد شاهدت ذالك على وجيه رفقاء العمل من حضر حفل توديعك اليوم وعيونهم تفيض من الدمع على مغادرتك المكتب سيظل حديثك معنا في جبل جحاف حاضراً لن ينسى ستظل ارشاداتك بفضل العمل الانساني وتقديم العون للمجتمع حاضرة ولن ننسى تلك الفضائل والقيم الإنسانية التي تعلمناها منك وسنواصل المشوار وسنضل على العهد وسنكون جنودا مجنده للعمل الإنساني بالضالع وقعطبة وهو ما تعلمناه منك.
قبلة على جبينك أيها البسيط مثلنا ويا أنبل الناس وأكثرهم طيبة ورزانة وإمتلاء ونقاء.