“بيوتنا مستعمرة”

عز الدين المريسي

كنتُ أظن – وبعض الظن إثم – أنَّ اليمن في خيرٍ حتى اطَّلَعْتُ على أنّ هناك برامج خادشة للحياء “كلايكي” و”تيك توك” ، فعدّلتُ حينها رأيي وقلت: أن بيوتنا مستعمرة!

يشدّدُ الأبُ على أسرتِه وعائلته فيقفلُ الأبوابَ ويضعُ أبناءَه بين أربعةِ جدران ظنًا منهُ أنّه حصّنهم بسطوتِه ، وأمّنَهُم بتشديدِه ، وما علمَ أنّ ما بين الجدران لم تعدْ آمنة ، وأنّ سطوةَ التشديدِ لم تعدْ وسيلةً مجدية في زمن التسارعِ والتقاربِ وكسرِ الحواجز إنْ لم تُتّخذُ وسائلُ أخرى تصونُ الأعراض وتحمي العائلات وتحافظُ على النسيج الاجتماعي من ٲنْ يُخدش في عقرِ دارِه.

فمن الوسائل التي تساعدُ على تحصن المجتمع وصون العائلة رقابتهم الذاتية ، واستشعارهم أنّ الله مطلعٌ على السرائر ..فهذه من أكثر الوسائل نفعًا ، وأعظمُها أثرًا في تزكية النفسِ وتهذيبِها .. لذلك أيها الأبُ الفاضلُ حصّنْ عائلتك بترك مساحةً من الحريةِ المقرونةِ بتأنيبِ الضمير مع ربطهم بمنهج القرآن الباعث للحياء الذي يقِ المجتمعَ والأسرَ الوقوعُ في المحظور ، فارتباطُهم بالله يجعلُ الابتعاد عن الفاحشة ليسَ كونه عيبٌ مجتمعيٌ يُلامُ فاعلُه ويُقرّعُ على اقترافِه إيّاهُ ، إنّما كونُه ارتكابُ محظورٍ حذّرَ الشرعُ منه ، يُجازى ممتنع الوقوع فيه بالثواب من الله وهذا هو الداعِ للاستمرار والمواصلة دون أن يقعَ في فخِّ ما نُصِبَ له دون علمِه!

وٲخيرا ..حفظَ اللهُ الأسرَ والمجتمعاتِ منْ شرٍ يُوشَكُ أنْ يعُمَّ الجميع!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى