بستان #دار_الحمد والوزراء الاربعة..
معين قائد الصيادي
أمَّا بستان دار الحمد فيقع في مديرية التحرير بالعاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مساحته تقدر بـ (1000) لبنة، وتم اعلانه في وقت سابق محمية ثقافية بقرار مجلس الوزراء واعتبار مبناه مبنى تقليدي للفن المعماري اليمني الجميل الذي اتخذته وزارو الثقافة ( التي تمتلكه وتشرف عليه) منذ سنوات- وفقا لوكيل وزارة السياحة بصنعاء د. مطهر تقي- مركزا حرفيا لعدد من الحرف اليدوية التي تحاول وزاره الثقافة الحفاظ عليه.
امس الخميس تعرض للسطو بصوة السلاح من مليشيا الحوثي التي اعتدت على افراد الشرطة السياحية التي تقوم بحراسة البستان، وقامت بتحويله الى مقبرة لقتلاها ودفنت داخله جثتين في تصرف همجي وبربري، بررت تلك العناصر عملتها بالاستناد الى توجيهات وموافقة امين العاصمة لدى الحوثيين حمود عباد.
هذه الجريمة التاريخية والانسانية لم تحرك ساكنا لدى وزارات الثقافة والسياحة في حكومة الانقاذ الحوثية وكذلك حكومة الشرعية.
وأمّا الوزراء الاربعة فهم وزيري الثقافة والسياحة بصنعاء ووزيريها عبدالله الكبسي وناصر باقزقوز، ووزيري الثقافة والسياحة بحكومة الشرعية ووزيريها مروان دماج ومحمد القباطي.. وجميعهم لم يحركوا ساكنا او يدينوا الجريمة.
الاثنان السابقان ومعروف انهما يتبعان سلطة المليشيا ومن الطبيعي ان لا يدينان الجريمة ويسارعان بنقل الجثث الى احد المقابر المتعارف عليها، بينما الاخيران لا مبرر لصمتهما إلا انهما وزيران وضعا في المكان الغلط..
ان تكن شاعرا او فصيحا في اللقاءات التلفزيونية شيء وان تكن انسان مرتبط بهويتك وخير ممثل للمنصب الذي تتقلده شيئا آخر..
قد لا يتفق معي الكثير، والاختلاف سنَّة الله في خلقه ، لكن ما حدث لاهم محمية ثقافية وفي قلب العاصمة المحتلة #صنعاء تحتم على “دماج” ان يخرج من غرفته الى الشرفة ويجري اتصالا هاتفيا بمكتبه وسرعة التوجيه باصدار بيان رسمي وارساله الى وسائل الاعلام الرسمية لاطلاع الرأي العام وتوجيه خطابات رسمية الى منظمات التراث العالمي واليونسكو والسياحة وغيرها ومطالبتها بإدانة ذلك، الحال ذاته ينطبق على الوزير “قباطي” الذي يعد ذلك من صميم عمله بإعتبار البستان احد المواقع الثقافية و الموارد السياحية.
الحقائق غالبا لا تنكشف إلا في أحلك الظروف، وأمرُّها هو هذا..
5 سبتمبر 2020م