الزعيم والبردوني
د. رصين صالح *
من حدثكم: أن البردوني تبهذل في عهد صالح، فلا تصدقوه.. وإليكم الحقيقة:
كان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، لا يرد للدكتور المقالح طلبا أبدا..
وكم مرة طلب منه أن يكون وزيرا، فكان أستاذنا يرفض دائما ويقول:
دع لي مركز الدراسات والبحوث فقط: أنا مرتاح فيه.. والجامعة إذا أردتها فخذها..
وفعلا – بعد ذلك – ترك الجامعة وبقي في المركز..
المهم.
ذات مرة – في ثمانينيات القرن الماضي (العشرين) – كانت مناسبة (عيد سبتمبر) حضرها كبار مسؤولي الدولة، وطبعا كان المقالح من ضمن الحاضرين..
لما كلم صالح قال له: اطلب مني أي شيء يا دكتور.. أنا أريد أن أقدم لك أي خدمة..
فقال المقالح: أريد منك خدمة ولكنها ليست لي.. بل لصديقي عبدالله البردوني.. فقال صالح: أي شيء.. اطلب ولا تتردد.. قال: أريد أن تكرمه؛ لكي لا يحتاج شيئا في حياته..
فأمر صالح للبردوني باعتماد شهري (مئة ألف ريال) في وقت:
1- كان الاعتماد الشهري للرؤساء السابقين: عبدالله السلال، وعبدالرحمن الإرياني، وحيدر العطاس، وعلي ناصر محمد هو (أربعمئة ألف ريال) .
2- ومرتب عضو مجلس النواب – فيما بعد – أصبح أربعين ألف ريال..
3- ومرتب الأستاذ الجامعين لم يصل حتى لعشرين ألف ريال..
لقد كان اعتماد البردوني من صالح، أعلى من مرتب المقالح نفسه..
وهكذا عاش البردوني حياة طويلة من (رغد العيش) – حتى مات عام 1999 قبل أكثر من عشرين عاما – والفضل لصالح وطبعا
للمقالح!
* كاتب وأكاديمي يمني