إختلال الرؤيا

عبدالمجيد السامعي

لست مع من يروج لنظرية الاجتباء والاصطفاء لمايعرف بولاية البطنين اولاد بن طالب وزوجته الزهراء رضي الله عنهم اجمعين، لان الفكرة من حيث هي قد تحاصر شمولية الاسلام وعالميته وتجعله ديانة مختصة تحقق مصالح طائفة واحدة من دون الناس، وهذا يخالف صريح منطوق قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) صدق الله العظيم.

عندما يحاول المتأمل أن يدقق النظر في المتطلبات الفكرية المستوحاه من روح الإسلام الحنيف يخلص إلى العديد من الحقائق، وللتي أعلاها وأجلاها أن الاسلام دين توحيد ووحدة، رب واحد، وكتاب واحد، ونبي واحد، والتوحيد أساس العقيدة وعليه مدار التشريع، وبه يتميز المسلم عن غيره من بني الإنسان.

ولكن يصدم الباحث عندما يحاول تنزيل هذه الحقيقة على الواقع، يجد ان المسلمون أشتات وطوائف متفرقة بل متناحرة،وأبعد ما يكونوا عن توحيد الفكر والهدف.

فهل هذه العقيدة غير قابلة للتحقق وهي أقرب ما تكون إلى قصص الخيال منها إلى الواقعية ؟ أم أن الخلل في معتنقي هذا الدين؟

كل منصف سيترك احتمال كون هذه العقيدة منتقصة ويذهب إلى احتمال كون المسلمين مجرد صورة لا حقيقة، كونهم أبعد ما يكونوا عن فهم قيم هذا الدين العميقة.

من الاعجاز العلمي في السنة النبوية حديث النبي صل الله عليه وسلم الذي اخبرنا فيه عن اختلال المفاهيم في آخر الزمان من خلال ما بمعنى قوله (في آخر الزمان ترفع الامانة ويخون الامين ويؤتمن الخائن ويتحدث الرويبضة) فيه اشارات ونذارات عن مدى اختلال المفاهيم وانحراف الرؤية السليمة عن مسارها الصحيح وانعكاس ذلك على العقيدة والسياسة وما قد يحدثه ذلك الانحراف من تخلخل اجتماعي واخلاقي الامر الذي يتطلب منا العودة الصادقة الى منهج الله القويم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى