إبراهيم وإسماعيل يمننا
معين الصيادي *
لو ان منزل آلهة الشعر وراهب الادب الراحل عبدالله البردوني كان احد اضرحة الامام الهادي وابن علوان لسمعت نواح حواشي كاهن صعدة يدوي صداها في الأنحاء..
لو ان منازل صنعاء التاريخ التي تروي حكاية شعب عريق ولادته تعود لثلاثة الف عام قبل الميلاد كانت احدى اوكار صانعي الطلاسم والحروز لكانوا اعلنوا فتح التبرعات عبر البنوك ورسائل sms وجابوا البقاع لجمع وفرض إتاوات باسم المجهود التاريخي والهوية اليمنية المعتَّقة بروح الحضارة مثلما يجوبون ويفرضون إتاوات باسم “مجهود الموت الحربي” ..
هم هكذا، انزلهم المطر كبعوض كانت تحمله الرياح قبل تكوّن السحب، ولا يمكن لهم ان يتركوا أثرا وبمقدورهم نسفه، فهم من تحصَّن بالقلاع التاريخية وحولها اهداف عسكرية في مرمى المقاتلات، وهم من فخخ الاحياء بـ”يرقاتهم” التي دست رؤوسها في حجرات المنازل التاريخية بقصد وقبح..
هكذا يريدون ان يتركوا اليمن بقايا وركام واشلاء، ويعتقدون بأنهم حينما يحاولون طمس هوية شعب قدَّم “العربية السعيدة” قبل آلاف السنين إلى أقصى الغرب والشرق والشمال والجنوب، سينجحون، إلا ان حقيقة القول انهم “واهمون” كحالهم في تسويقهم “الوهم” لشعب يبتسم في وجوههم زيفا خشية من اغلال سجَّانيهم واسواط جلاديهم ليس إلا..
سينهض اليمن مرَّة أخرى، مهما نخلت جسمه طعنات خناجركم وغرق في دماه، فهو يحمل 30 مليون نفس وفي كل منها اضعاف ذلك، إيمانهم بان الارض خلقت لاهلها وانها مساجد ومآذن وكعبة، ونحن إبراهيم واسماعيل يمننا، والله على ما نقول شهيد..
10 أغسطس 2020م
* رئيس التحرير