في العيد الـ(30).. الحفاظ على الوحدة يمر من تحرير صنعاء
بقلم العميد: صادق دويد*
تحل علينا مناسبة العيد الوطني الـ (30) لقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م والبلد تمر بأخطر مراحلها على الإطلاق.
أكتب بصفتي مواطنا يمنيا من ابناء محافظة صنعاء المحتلة يشاهد بلاده تنزف جراحا منذ سنوات، وبصفتي أحد المنضمين للمقاومة الوطنية، الذين رفضوا الذل وخيانة العهد والتسليم بالمشروع الإمامي الكهنوتي الذي انقلب على الجمهورية والثورة والوحدة وكل القيم الحضارية لشعبنا.
أقف مع الوحدة اليمنية، هذا الحلم الذي لطالما ناضل من أجله الأحرار في الشمال والجنوب، ليتحقق على يد الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض، كإنجاز تاريخي عظيم.
غير أن الحديث عن الوحدة اليمنية كقيمة وطنية وإنجاز تاريخي في ظل اختطاف عاصمة الوحدة “صنعاء” منذ خمس سنوات يبدو حديثا غير ذي قيمة، فيما “صنعاء” الأم بيد لصوص الحياة وسراق الوطن وامال وتطلعات الشعب اليمني.
نحن إلى الآن لم نستوعب أن العاصمة صنعاء انفصلت عن اليمن، بل ويحاول الذيل الحوثي نزعها من يمنيتها وعروبتها وإلحاقها بالركب الطائفي التفكيكي الإيراني.
ومن دون تحرير صنعاء ستستمر معاناة اليمن واليمنيين وستزداد الأمور سوء وتعقيدا وانقساماً، والمستفيد الوحيد هو الكهنوت الحوثي الذي ليس منفصلا عن الوحدة اليمنية فقط ، بل وعن روح العصر (القرن٢١) وما زال يعيش حقبة القرن الرابع الهجري.
وبرغم هذه الصورة القاتمة للمشهد ، ففي الساحل الغربي رسمت القوات المشتركة المؤلفة من ألوية العمالقة والتهاميين وحراس الجمهورية لوحة بديعة في وحدة الهدف والصف.. لان هذه القوات ركزت على القواسم المشتركة دون النقاط الخلافية.
خمس سنوات ليست بالفترة البسيطة وأدوات إيران في اليمن، أكثر جماعات كوكب الأرض تخلفا وعنصرية واستبدادا، تنهش في جسد الوحدة وتذيق أبناء المناطق التي تسيطر عليها ويلات الألم.
لنقف وقفة جادة ونشخص واقعنا ونوحد صفوفنا، فالحوثي استهدف بشكل مباشر الجميع وأقصاهم في الشمال والجنوب ولن يقف حيث ما هو عليه.
وكمدخل مهم، أعتقد أن اتفاق الرياض يشكل أرضية جيدة في حال تنفيذه لتنقية الأجواء وإعادة الاعتبار للقيم الوحدوية ومبدأ الشراكة الوطنية الذي ظل على مدى عقدين من عمرها خيط السبحة الوحدوية الناظم والماسك لها من الانفراط.
قبل أن أختم مقالي، اود ألفت إلى أن الوحدة اليمنية في عيدها الثلاثين لا تكتنفها، فحسب، أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية استثنائية وإنما صحية كذلك ، حيث تبرز بصورة حادة في جائحة كورونا التي تستحق منا التوحد ضدها وأن نكثف جهودنا وننسق فيما بيننا لمواجهتها.
فالتستر عن المعلومات الحقيقية حول الإصابات والوفيات بفيروس كورونا هو شراكة في القتل، لذلك ندعو الجميع إلى الشفافية ليأخذ المواطن اليمني الحيطة والحذر من هذا الوباء القاتل ، وندعو المنظمات الدولية والتحالف العربي والمجتمع الدولي للاضطلاع بدورهم ، إدراكا لحقيقة شلل القطاع الصحي ،وأن إمكانات اليمن محدودة في مواجهة هذا الوباء العالمي.
حفظ الله اليمن وشعبها.
* الناطق باسم المقاومة الوطنية في الساحل الغربي