عبدالمجيد السامعي يكتبها : متطلبات روحية
عبدالمجيد السامعي
يعزم المسلم في كل مرة في رمضان أن يجدد التوبة لله ويخلص النوايا، ويكثر الذكر والعبادة، فتكون عزيمة قوية ولكنها سرعان ماتنزل! فكيف يقوي الإنسان عزيمته على فعل الطاعات، وترك المنكرات؟؟
حتى يتحقق ذلك انصح نفسي واخواني اولا:
بالمحافظة على متطلبات الصيام الحسية والمعنوية، وهي تقوى الله ” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” وحتى تتحقق التقوى يلزم الابتعاد عن كل مايغضب الله مع مجاهدة النفس بالمحافظة على الصلوات الخمس مع سننها القبلية والبعدية، وسنة التراويح من أول ليلة فيه إلى آخر ليلة في جماعة خصوصاً العشاء والفجر ، فمن حافظ على ذلك فقد أخذ حظَّهُ من ليلة القدر.
ثانيا:أن نتعرض لنفحات الله ، لأن المواكب الإلهية تنصب في رمضان كل ليلة من الغروب إلى الفجر وفي غير رمضان تنصب من وقت السحر والإنسان يتعرض للمواهب والنفحات الإلهية.
والتعرض للنفحات الإلهية يكون بثلاثة أشياء:
١ ــ يكون : بالجد والتشمير في مرضاة الله العلي القدير.
قال تعالى: ((ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه..
[ فجاهدْ تشاهِدْ ، واغنم الوعد بالهدى …هدى نصُّهُ في العنكبوت بآيةِ.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره وكان أجود بالخير من الريح المرسلة.
٢ ــ ويكون التعرض لنفحات الله : بالمحافظة على الأوراد والأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح، ولا سيما هذا الذكر الذي ينبغي الإكثار منه: ” أشهد أن لا إله إلا الله نستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار ”.
على الإنسان أن يكثر منه لأنه عليه الصلاة والسلام ، يقول: ”استكثروا فيه من أربع خصال» ما هو يأتي بها فقط قبل المغرب !! بل يأتي بخمسين أو بمائة مرة فيه أو أكثر.
يأتي به وهو ماشي وهو قاعد وهو راكب ، والمرأة تأتي به وهي تطبخ وهي تكنس وهي ترضع ولدها
والرجل يكثر منه في عمله وفي شغله.
فيحافظ الإنسان على الأذكار المأثورَةْ ، وعلى المجالس المحضورَة ، لا سيما إذا كان هناك مجلس علم ، وقد ورد: «من حضر مجلس علم في رمضان كتب الله له بكل خطوة عبادة سنة”.
فالإنسان يسابق ويسارع ، قال تعالى: ”وفي ذلك فليتنافس المُتنافسون” و”لمثل هذا فليعمل العاملون”.
٣ ــ كذلك يكون التعرض لنفحات الله بأن يسعى الإنسان في إزالة الموانع التي تمنع من حصول ونزول الرحمة، وهذا أهم شيء وأعظم شيء مما تقدم ذكرها من العقوق والقطيعة والمشاحنة.