السلام في زمن كورونا
محمد انعم
الحرب الذميمة انجبت السفاح عبد الملك الحوثي.. تربى على سفك دماء الأبرياء.. رقص رقصات الفرح على دموع المساكين ونحيب الأمهات والارامل وتفجير المساجد والمدارس.. صنع من نفسه صنما جديدا ومنح نفسه هالة من القداسة المزعومة.
هذا الكائن الدموي هو الوحيد في عالم اليوم الذي يصلي (تقديسا) لسفك الدماء في الوقت الذي يصلي العالم بخشوع من اجل السلام..
لقد اكدت العديد من الحقائق والوقائع ان السفاح الحوثي عدوا للسلام.. ويرفض الحوار. وينكث بالعهود وينقلب على كل الاتفاقات.. هذا انسان غير طبيعي ويعاني من امراض نفسية ومن السذاجة الاعتقاد بانه يجنح للسلام..
الشعب اليمني شعب مسالم فعلى مدى التاريخ لم يعتد على أحد ولم يقطع طريق في البر او البحر، بل صدر البن والبخور ومختلف التوابل ليسعد البشرية.. وتفنن في صناعة العقيق والفضة لينمح الإنسانية روح جمالية راقية. كما صدر العسل لينمي ذائقة الانسان بروعة الحياة..
لم يصدر السموم ولا أدوات الموت..الا من يوم ظهر هذا السفاح.
وعندما ثار اليمنيون على النظام الكهنوتي والاستعمار البريطاني كانت ثورتهم ثورة إنسانية وكم قصص يقف امامها المرئ اليوم باجلال اما بشاعة جرائم الحوثي ، حتى عندما بدأ دجال مران حسين الحوثي ووالده التمرد على الدولة بقوة السلاح ، كان صوت السلام هو الطاغي ، وكانت الحرب هي التي جعلت من الحوثي يكبر ويتوسع ويتمدد ليصبح طاغية العصر بدون منافس..
عندما ترتفع الأصوات المطالبة بالسلام في اليمن، كل يمني يحن شوقا للامن والاستقرار، ولم شمل الاسرة اليمنية ووقف نزيف الدماء، الا السفاح الحوثي، فهو الوحيد الذي يصلي للموت ويعبد الحرب ويتمتع بسفك الدماء..
منذ اتفاق ستوكهولم والحوثي يمارس ساديته على أبناء الشعب اليمني ذبحا وقتلا واختطافا، وعندما لا تكفيه دماء اليمنيين المسفوكة يتجه لقصف الاشقاء بالصواريخ والمسيرات.. ويشعل حروب عبثية هنا وهناك لإشباع نزوته الشيطانية..
اليوم وبعد اعلان التحالف العربي في 8 ابريل وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين قابله للتمديد استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة وتوحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، على الفور رد الحوثي على تلك المبادرة بقصف صاروخي وتصعيد في الجبهات، ولم يكتف بذلك بل انه أطلق رؤيته ، والتي تتضمن مطالب تعجيزية للحيلولة دون تحقيق السلام في اليمن.
واضح ان تحرك الأمين العام للأمم المتحدة خلال هذا الاسبوع وللمرة الثانية وحثه وزير الخارجية الإيراني لممارسة المزيد من الضغوط على الحوثي، وأيضا تدخل وزير الخارجية الروسي في الموضوع، يوحي بشيئ من الجدية، لكن هذا المشهد يذكرنا بنفس الضغوطات التي مورست اثناء التوقيع على اتفاق ستوكهولم، فقد ضمن بقاء الحوثي الحرب بعد ان ضمن له المجتمع الدولي تحييد جبهة الساحل الغربي ..والان يريدون تحييد جبهة التحالف لترك الحوثي يستكمل إبادة الشعب اليمني.
لم يستفيد امين عام الأمم المتحدة ولا مبعوثه من فشل تجربة اتفاق السلام في الحديدة، وهاهم يسعون لبيع أوهام جديدة لسلام مستحيل ان يتحقق ، لان جماعة الحوثي لا تؤمن بالسلام ولا بالشراكة الوطنية ولا بالمواطنة المتساوية وتمارس اقبح صور التمييز العنصري وتكرس خرافة عصور الظلام كمنهج حياة..
أتمنى الا يكون هدف المبعوث الدولي هو إضافة جنرالات وبعثات جديدة الى جانب الجنرال جوها بهدف رفع الموازنة المالية ، فلو كانت هناك جدية على السلام لتحقق ذلك في الحديدة ، فكيف تريدوننا ان نقتنع بمصداقيتكم وقدرتكم على تحقيق هذا الهدف العظيم وقد فشلتم ان تجبروا ميليشيات الحوثي ان تسمح للبعثة الأممية التحرك بحرية داخل مدينة الحديدة او زيارة الخبراء للاطلاع على وضع ناقلة النفط صافر..وفشلتم في اجبار الحوثي على اطلاق الاسرى وفقا لما تم الاتفاق عليه ( الكل مقابل الكل ).او فتح معابر إنسانية الخ .
ولا نتحدث هنا عن قائمة الطلبات التعجيزية والمستفزة لدول التحالف كما أشار الى ذلك معهد واشنطن فان قبلوا بسلام كهذا فما هو الاستسلام اذا؟من الأولى للجميع البحث عن خيارات منطقية وقابلة للتنفيذ.
ومن المهم التذكير ان وروبا لم تنعم بالسلام الا بعد القضاء على عدو السلام ادوليف هتلر..