إن كان لصالح خطيئة فهى ” رشاد العليمي”…!
محمد دبوان
الخطيئة التي تستجدي في هذه الفترة المغفرة من شخوص اعتبارية في الحزب الذي خانه العليمي كما خان زعيمه.
وقفت ضد كل من هاجم رشاد العيلمي، رغم ادراكي لحقيقته منذ أمد، لكني بعد أن رأيته يتضرع المسؤولين والناشطين ويجيشهم للدفاع عنه حتى تبخرت في ذاكرتي بقايا الاحتمالات الهشة عن امكانية استفاقة الرجل بعد أن يدرك فشل خياراته الخاصة في تشطير المؤتمر تمهيدا لتأسيس مؤتمر جديد بمقاس رشاد العليمي وأقنعته المستأجرة.
استفاق البعض على نوايا رشاد العليمي، وإماطة لثام المؤتمر الذي يتلثم به، أتت متأخرة لكنها من منظور وطني ينبغي لها أن لا تتوقف عند العليمي بل وتتجاوزه إلى سواه كعملية نخل للمؤتمر وتنقيته من الشوائب التي تباعد بين مواده الحقيقية، الخامة والخالصة.
من حق رشاد العليمي أن يعتقد أن ارتمائه في حزب الإخوان المسلمين سوف يجنب شركاته وكذلك مصفوفته الفللية في المدن السكنية، عمليات استهدافها من قبل مليشيا الإخوان كما أنه سيحافظ على مصالحه السياسية، من حقه أن يفكر بذلك كما فكر أول مرة حين باع الناصرية والقومية لكن ليس على حساب هدم المؤتمر هذه المرة.
فرضية رشاد العليمي تقوم على أساس أن الإخوان المسلمين وإن قبلوك بينهم لكنهم لا يفتأون يذكرونك بعدواتك الماضية لهم وأن الطريق الوحيد لكسب ثقة الإصلاح هو في قتل هذا الماضي، والذي يعني قتل المؤتمر.
في البدا خان صالح، صالح الذي صنعه شيئا من اللاشيء، إلا أن ثقة الإصلاح بالعليمي لم تدم طويلا وكان عليه أن ينفذ مخططات جديدة لهم، حاول توطيد علاقاته بالشباب المنفتح من الإصلاح لكنه اكتشف عدم اختلاف حقيقتهم عن مشايخهم.
وجد العليمي نفسه وحيدا فسعى لتعميم مرضه على بعض القيادات المؤتمرية أو تلك التي كانت محسوبة عليه مسببا في خروقات غائرة في جسد المؤتمر، كلما عالجنا جزءا منه يحفر العليمي بمنجله الماكر ثقوب جديدة في جزء جديد ولهذا ما من حل لمعالجة كلية سوى في إزاحة هذا الفيرس.
منذ خيانته للتنظيم الناصري والتخابر ضده مع محمد خميس اكتشف العليمي الطريق إلى الحكم بعقلية المخبر ليخون مجددا عبده ناجي الصنوي متسلقا على ظهره، حينها أصبح العليمي وزيرا.
شعر العليمي بأن بقائه وزيرا للداخلية أصبح مملا وبعقلية مخبرية بدأ في تشريح طريق جديدة فكان أن قام بالتخابر مع جهات خارجية عبر تعريته لكل اسرار الدولة الأمنية منها والسياسية.
جفت أوراق العليمي بعد أن انكسر عود المؤتمر ، العود الذي بدأ هو في نخره من الداخل، وهكذا بقت جامعات العليمي الخاصة وشركاته وشركات أولاده مكشوفة للعيان وما من طريق لمواراتها وحمياتها سوى في التقرب من الإصلاح وبعقلية المخبر تعامل معه الإصلاح.
أشعر بالألم الآن وأنا أكتب حقيقته، فكرت أن من الوفاء للمؤتمر أن أقف ضد مهاجمة شخص كان محسوبا عليه، لكن ما أفكر به الآن هو أن التفكير العاطفي هذا هو من أوصل المؤتمر إلى حالته هذه وأن المرحلة الآن تستلزم الكثير من المنطق، المنطق المتطرف.