عبده فازع الصيادي يكتب | فيروس كورونا بين التحقير والتهويل

عقيد. د: عبده فازع الصيادي

بداية نكرر ماقلناه ونبهنا إليه في مقالات سابقة حول هذا الفيروس البيلوجي الجرثومي القاتل والمدمر للإنسان، والناقل والمنتقل بين البشر بسرعة ليس لها حدود بل متجاوزا الحدود وأمن الأشخاص والدول بطريقة سريعة وعجيبة وخفية وكبيرة..

لن ولم تكن تخطر على بال أحد قبل ظهوره وإنتشاره وأصابة أكبر عدد من الأشخاص والدول بطريقة غير مألوفة وبشكل سريع جدا، مما جعل هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة يندرج ضمن مايسمى الحرب الشاملة.. بل نستطيع الجزم من خلال متابعة مجريات إنتشاره وضحاياه بأنه أصبح يمثل جائحة عالمية ويقود حرب كونية عالمية غير منظورة ومتطورة جدا على كل الأشخاص والدول وكل البشر
نقول ذلك من باب التوضيح والتثقيف والتنبيه كواجب علمي وديني ووطني وإخلاقي.

للفائدة والإستفادة للجميع… فالمعلومة الصحيحة كانت ولم تزل وستظل مهمة جدا لأتخاذ القرار الصحيح..

1..هذا الفيروس الذي لايرى بالعين المجرد لايجب علينا وعلى بقية الدول والشعوب تحقيره والتعامل معه بأستهتار ولا مبالاة مطلقا سوى كان من صنع البشر أو امتحان وقدر من الله… فمن استهتروا وتساهلوا لقد فتك بهم أكثر وأصبح ضحاياه في ازدياد مستمر.

2..هذا الفيروس ضرب الإنسان والإنسانية في أهم ميزة يتميزوا بها وهي ان الإنسان إجتماعي بطبعه وبالتالي فأصبحت العدوى تنتقل عبرهذه التجمعات والاجتماعات فأصاب المجتمع الإنساني في مقتل بمعنى توقفت الحياة والعمل ولم يفرق بين التجمعات الدينية والتجمعات الترفيهية بين التجمعات المشروعة وغير المشروعة.

3..اصاب جميع البشر ولم يفرق بين عالم اول وعالم ثاني وعالم ثالث.. بل ظهر وأنتشر في اوساط الدول المتقدمة أكثر من الدول النامية..وأصاب الأغنياء والمسؤلين والفقراء والمواطنين.

4…إلى الآن مازال العالم ومراكز الأبحاث غير قادرين على تحديد سبب نشأته وظهوره بشكل علمي دقيق وكذلك إنتاج اللقاحات والأمصال التي تحد من خطورته وانتشاره والقضاء عليه..

5..التحقير والتقليل من خطورة هذا الفيروس وطرق إنتقاله وإنتشاره والإستهتار في طرق الوقاية منه والتدابير الاحترازية المسبقة في مواجهته على المستوى الشخصي والمجتمعي والعام خطاء قاتل وجريمة لاتغتفر…يجب على المجتمعات التعود على مواجهة الكوارث والأمراض والأوبئة بالوقاية والحذر والتجاوب والمسؤلية الكبيرة حتى لو لم تصلها واستطاعت تجنبها كليا فالتعود سبيل المعرفة والتحصين والنجاح.

التهويل وبث الأشاعات الكاذبة دون سند حقيقي جريمة وإستهتار بمشاعر الناس ومعاناتهم. بل تدني وافلاس اخلاقي ومعرفي لأن هذه الجائحة والوباء ليس له صديق ولا يجب افزاع الناس وإستغلال هذا الوباء لتخويفهم وابتزازهم واضعافهم في الجانب النفسي والمعنوي تحت إي مبرر فهذه جريمة، العبر والعظات من هذا الفيروس البيلوجي الجرثومي القاتل.

1..أثبت بما لايدع مجالا للشك بأن لاكبير الا الله عزوجل عند الملحدين قبل رجال وإن الإنسان مهما امتلك من عوامل القوة والعلم والتفوق ضعيفا وناقصا في علمه ومعرفته وان الكمال لله وحده وان العلم الذي أوتي للإنسان مهما بلغ مازال وسيظل قليلا نسبة إلى علم الله ومعرفة بأسرار الإنسان والكون.

2…هذا الفيروس البيلوجي الجرثومي القاتل والمدمر للإنسان..فضح وكشف ووضح مالم يكن في الحسبان على الأقل بالنسبة لي.. لم أكن أتوقع الدول العظمى بهذه الهشاشة والضعف في مواجهة هذا الفيروس وغيره في الجانب الصحي بالذات دول صنعة من الأسلحة مايدمر الانسان والكرة الأرضية عدة مرات حسب زعمهم وهذا كلام صحيح.. ولم تبني مستشفيات لمواطنيها وأسرة وعناية مركزة لعدة ملايين منهم لمواجهة كوارث ماصنعوه وأنتجوه فيما لو حصلت الكارثة وبتكلفة لاتسوي عشرة في المئة من السلاح المنتج.

3..وضح وبين هذا الفيروس الواضح والمبين والذي كاد البشر ينسوه ويتناسوه وهو إن الانسان هو الانسان مايضرشخص يضر غيره وماينفعه ينفع غيره وان الإنسانية صفقة لصيقة بجميع البشر لايمكن تجاوزها اونكرانها وان فعلنا فشلنا..

أخيرا يجب على العالم بعدما وحدهم هذا الفيروس وهددهم جميعآ ان يعودوا إلى رشدهم من خلال اعادة حساباتهم الخاطئة ومواجهته وغيره من الجوائح والأوبئة مستقبلا بلقاحات العدالة وكمامات المساواة وأمصال الإنسانية…وعدم الإستهتار بالشعوب الضعيفة والفقيرة واشعال الحروب والانقسامات فيها حتى لايصيبهم فيروس الظلم والاستبداد. وأن يجعلوا من عام 2020 عام التصالح والسلام والعدالة والمساواة ومحاربة الظلم والتمييز من الانسان لأخيه الإنسان تحت أي مسمى.

لعل الله عزوجل يحدث بعد ذلك أمرا برفعه الوباء والبلاء عن البشرية جمعا، ورفع هذه الغمة والجائحة التي هددت العالم كله وأرعبته وأثبتت ضعفه وقلة حيلته.. بحوله وقوته بيده الخير وهو على كل شيء قدير..

أخيرا نتمنى من الجميع التعامل مع هذا الوباء بحرص ومسؤلية والإلتزام بالإجراءات الإحترازية والوقائية في يمننا الحبيب بأعتبار الوقاية خير من العلاج ونتوسل الى الله وندعوه تضرعا وخوفا وطمعا بأن يجنب اليمن وشعب اليمن هذاء الوباء إن شاء الله وبحوله وقوته وقدرته التي لايمكن صدها او ردها..فهو من يقول للشيء كن فيكون.

أتمنى أن أكون قد وفقت في مقالي هذا في نشر بعض المعلومات المفيدة بما يرضي الله ويفيد الأخرين إن شاء الله… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

31.3.2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى