ظاهرة تواجد الجماعات المسلحة أمام المحاكم والنيابات وأثرها على سير العدالة

خالد الناصر *

في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة خطيرة في العاصمة صنعاء، وغيرها من محافظات اليمن، وهي ظاهرة تواجد الجماعات المسلحة أمام مقرات المحاكم والنيابات وبشكل كبير خصوصا أن تلك الجماعات تتبع الخصوم المتقاضين ممن لديهم قضايا منظورة في المحاكم او النيابات سواء قضايا جنائية او مدنية او شخصية والبعض يستغل تواجد خصمه في المحكمة او النيابة ويقوم بأخذ ثأره أمام المحكمة او النيابة ونورد هنا على سبيل المثال لا الحصر ما حصل من إطلاق نار أمام المحاكم والنيابات ونتج عنها قتل: أمام محكمة أرحب ونيابة أرحب ونهم وبني حشيش والذي يقع مقرها في شارع مأرب قبل حوالي ثلاثة أسابيع حصل تبادل إطلاق نار ونتج عن ذلك مقتل شخصين وإصابة أربعة أشخاص وعلقت المحكمة والنيابة العمل لعدة أيام ثم عاودت العمل، بل أن أهالي الحارة رفعوا لافته يطالبون بنقل مبنى المحكمة والنيابة من الحارة ولم يتم من ذلك شيء.

أمام محكمة ونيابة بني الحارث الابتدائية الذي يقع مقرها في شارع مأرب خلف جعوان للصرافة قبل ثلاثة أسابيع قام احد المتواجدين أمام المحكمة بإطلاق نار من سلاحه باتجاه مبنى المحكمة ونفذت الطلقة النارية من زجاج النافذة المقابلة للمنصة التي يجلس عليها رئيس المحكمة وأثناء ما كان رئيس المحكمة جالس على المنصة وسلم الله ولم يصب رئيس المحكمة بأي أذى وتم تعليق العمل في المحكمة والنيابة لعدة أيام ومن ثم معاودة العمل.

أمام محكمة نهم وبني حشيش والذي يقع مقرها في شارع مأرب أيضا أمام جعوان للصرفة حصل يومنا هذا إطلاق نار من قبل جماعات مسلحة وتم تعليق الجلسات وإخلاء مبنى المحكمة من جميع القضاة والموظفين والمتقاضين والمحامين.

إلى متى ستستمر هذه الظاهرة الخطيرة ومتى ستقوم الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظاهرة التي ينعكس أثرها سلبا على سير القضاء لان آثار ظاهرة تواجد المسلحين أمام مقرات المحاكم والنيابات هي آثار خطيرة جدا حيث لا يستطيع القاضي أن يقضي بين الخصوم مطمئنا بل انه لا ريب سيكون خائفا من تواجد المسلحين في محيط المحكمة، وكذا المحامي عند حضوره للترافع سيكون خائفا من تواجد المسلحين خصوصا إذا كان المسلحين يتبعون خصم موكله، وكذا يؤثر ذلك على المتقاضين أنفسهم.

ونحن هنا نناشد وزارة العدل ووزارة الداخلية بوضح حل لهذه الظاهرة الخطيرة حتى يؤدي القضاء دوره دون خوف من أي كائن كان.

19/1/2020م

* محام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى