المواطن.. بين جرائم الحوثي وضعف الشرعية
كامل الخوداني
مر عام على اتفاقية ستوكهولم والتي كان اهم بنودها ما يخص الجانب الاقتصادي توحيد البنك وتوريد ايرادات الميناء لحساب البنك فرع #الحديدة والبدء بصرف المرتبات من هذا الحساب لكل موظفي الدولة وبناء عليه اوقفت المقاومة الوطنية تقدمها بإنتظار التنفيذ الذي التزمت الامم المتحدة الاشراف عليه ومراقبته وحل اي اشكال يعترض والرفع بالطرف المعرقل..
لم تورد مليشيا الحوثي شيء من ايرادات الميناء بل استحدثت نقاط جمركية اضافيه على مداخل المحافظات وضاعفت فرض الجبايات على التجار واصدرت توجيهات بألغاء التعامل بالعملة الجديدة لتحرم بهذا الخطوة آلاف المتقاعدين والموظفين في بعض المحافظات الخاضعة لسيطرتها كالحديدة وتعز من الرواتب التي كانت تصرف لهم من عدن عن طريق محلات الصرافة التي اضطرت للاعتذار لعدم توفر السيولة من الاموال النقدية القديمة وليس هذا وحسب بل ارتفعت تكاليف تحويل مبلغ نقدي لايتجاوز الخمسين الى مائة الف ريال من المناطق المحررة لمناطق سيطرة المليشيا مبلغ ثمانية الف وخمسمائة ريال وفي بعض المناطق تتجاوز العشرة الالف وبالمقابل نهب للمواطنين من يحتفظون ويدَّخرون مبالغ ماليه من العملة الجديدة لمواجهة متطلبات الحياة ومنحهم بالمقابل أرقام بمسمى الريال الإلكتروني وبنفس الوقت تحول جزء كبير من مشرفي وقيادات هذه العصابه لتجار عمله بالسوق السوداء لشراء النقود الجديدة وتبديلها بنقود قديمه بفارق عشرين الى ثلاثين ألف لكل مائة الف ريال.
على الطرف الاخر التزمت الشرعية والمجتمع الدولي الصمت بداية إخلال الحوثي لبنود اتفاق استوكهولم التي لم يقم بتنفيذ اي منها لاسواء الاقتصادية ،توريد ايرادات الميناء وغيرها ولاسواء العسكرية الانسحاب،وقف اطلاق النار، تسليم خرائط زراعة الالغام بل عمد الفترة الماضية لتوسعة مساحتها واستحداث مواقع وانفاق ولاسواء الانسانية .اطلاق الاسرى، السماح للمساعدات الانسانية والغذائية المرور ، فتح طريق كيلو 16 بل قام بمنع هيئات الاغاثة من ممارسة عملها واقتحم مقرها بالحديدة ومنع خروج المواد الاغاثية الغذائية والعلاجية ما جعل معظمها متجاوزة صلاحية الاستخدام جراء تكديسها الامر الذي دفع الى اتلافها وحرم منها المستحقين.
يقود الحوثي حرب مكتملة الاركان على المواطن اليمني وليس على غيرة عسكريه اقتصاديه انسانيه تعليميه صحيه دينيه وصلت حد قطع الانترنت لأستكمال عزل هذا الشعب المغلوب على امره عن العالم وعن محيطه ليعيده لحقبة القرون الوسطى بكل استخفاف وبكل ثقة يوغل بحربه هذه على المواطنين ويشتد ضراوة كل يوم بصورة اوسع وابشع واقوى بينما تلتزم السلطة الشرعية الصمت كما ذكرنا..
الصمت على الاستخفاف بها بما وقعت عليه من اتفاقيات بعدم تنفيذ اي شي منها لاسواء من المجتمع الدولي ولاسواء من الحوثي هذا أذا لم يكن هذا ما تريده هي اساسا، الصمت على مايحدث من تدمير ممنهج للاقتصاد وللعملة، الصمت على مايحدث من انتهاكات وجرائم ونهب وتجويع للمواطن وكأنها راضية او ربما تشارك الحوثي عقاب هذا المواطن الكادح والشعب المغلوب على امره الحوثي لرفضه الاحتشاد والذهاب مسيرة واحده الى صعده لمبايعة المسخ عبدالملك الحوثي والقسم بالولاء والتبعية المطلقة لولايته والشرعية لعدم حمله السلاح والقضاء على الحوثي وفتح الطريق امامهم للعودة الى القصر الجمهوري بصنعاء محملوين على الاعناق.
واخيرا التحالف والمجتمع الدولي والذي مرت خمس سنوات ملوا مهزلة الشد والجذب والانتهازية وتعدد المشاريع وتشعبها لدى اطراف الصف المواجه للحوثي بما فيها السلطة الشرعية ومؤسساتها وقياداتها لاسواء عسكرية ولاسواء مدنيه والذي التف كل طرف منها حول مشروعه الخاص حاشدا لأجله كل الامكانيات نقاشاته وحواراته ومقالاته واعلامه وقنواته وكتابات صحفييه وناشطيه ووسائل اعلامه واعتبارمشروعه الخاص هذا قضيته الاولى التي تتصدر اجندته وموضوعات لقاءاته وحواراته لاسواء مع قيادات التحالف ولا سواء مع المجتمع الدولي ومنصاته وممثليه..
تسابق السيطرة على المسيطر ارض وثروة وقوة واجندة داخلية وخارجية في اكبر عملية انحطاط يشهدها التاريخ لقوى تتقاسم مصير مشترك وقضية واحدة تتمثل بالوطن وثوابته والمواطن ومعاناته والحوثي وجرائمه وانتهاكاته تحولت جميعها لخانة ثانويه في دواليب أولوياتهم وصفحة أخيره في ملف معركتهم وفقرة هامشية في برنامجهم لا يكترث احد الوصول إليها..
وكاسك ياوطن ..