الهوية الإيمانية وعبدالملك الحوثي
غمدان ابواصبع
خرج عبدالملك الحوثي ليخاطب جمهوره عن ظهور الهوية الإيمانية لتحل محل الهوية الطائفية بأسلوب ملتوي يهدف من خلاله لخديعة الشعب وتضليله بعد انكشاف اكاذيبه التي ظل يسوق من خلالها مشروعه قبل سيطرته على المؤسسات الحكومية فتباكى على جرعة الغاز والبترول والبالغة 500 ريال جعلت الشعب يدفع أضعاف مضاعفة الى جانب انعدامه ليجده المواطن بالقطارة وليس الغاز والنفط وحده من ظل عبدالملك الحوثي يخرج ليخاطب الشعب بمدى تالمه من الجرعة التي قامت بها حكومة باسندوة فما تطرقه لحال الموظف إلا مقدمة لنهب راتبه وهو ما فعله عبد الملك عندما فرض سيطرته على صنعاء و بنكها المركزي.
ليخرج عبدالملك الحوثي ويمارس دجله وكذبه على الشعب مبررا سرقته رواتب موظفي الدولة جاء بسبب نقل البنك ليجعل من بنك صنعاء أحد أدواته لفرض الاتاوات فلم تجد هذا البنك يقدم رواتب أو منح مالية لبناء الشوارع والطرقات فمهمه سرقت أصحاب محلات الصرافة واستبدال أموال الشعب تحت حجة عدم قبول عملة الشرعية فبنك صنعاء المركزي تحول إلى شرطي مهمته الوحيدة جباية التجار وابتزازهم ليفقد عبدالملك الحوثي مصداقيته ويتحول في عيون الشعب إلى لص ماجعله يرتدي سترة جديدة لعله يغطي قبحه وهي سترة الهوية الإيمانية.
وياتي الخطاب الذي ظهر به الحوثي في ظل إدراك بحجم تزايد الرفض الشعبي لمشروع السلالي ما جعله يشعر بخطورة ظهور الخطاب القومي المنادي لاستعادة جذور الدولة الحميرية والتي باتت تعرف بحركة الاقيال المعادية لحركة الحوثي السلالية والرافضة لخطابها العنصر المقتصر على الحوثي وسلالته.
ما دفعه لاستخدام حيلة جديدة يهدف من خلالها لتضليل الشارع اليمني المسلم وبما أن الحوثية سخرة مفهوم الهوية الإيمانية لخدمة أجندتها عمدت إلى اتخاذ أساليب لتطبيقها لم تكن جديدة مستمدة التجربة من القاعدة وداعش ومن طالبا أفغانستان إضافة إلى تجربة دولة الملابس بإيران والمتمثلة باحراق وإغلاق المحلات التجارية المتخصصة بالملابس النسائية معتبرة البالطه ثقافة غربية مخالفة للهوية الإيمانية ومنع محلات الحلاقة من قص الشعر بحسب ما يعرف بالحلاقة الشبابية.
وتهدف الحوثية من هذه العمال إلى ابتزاز أصحاب تلك المهن ونهب مدخراتهم والحد من توفير مصادر دخل للعاملين بهذه المهن بعد أن أفقدت الوظيفة العامة مزيتها ونهب رواتب الموظفين تعاود الحوثي لخلق وسائل جديدة تمكنها من نهب الايادي العاملة.
فالهوية الإيمانية في أدبيات عبدالملك الحوثي ليس هوية أخلاقية كما هو معروف عنها في التشريع الإسلامي بقدر ماهي وسيلة وحيلة جديدة للمزيد من التضيق والابتزاز للإنسان اليمني وهي شبيهة بثقافة العصور الوسطى في أوروبا والتي اعتبرت الكنيسة ظهور الحداثة مخالف الهوية الإيمانية. للمسيحية ومخالفة لتعاليم الرب لإنشاء المحاكم لمحاسبة كل صاحب فكر أو رؤية الى جانب إحراق النساء نحيلات الجسم باعتبارهن ساحرات وبما أن الحوثية تبني وجودها على حقبة القرون المظلمة فهي لا تستطيع أن تعيش مع العصر الحديث لكونه يناقض الفكرة والتى باتت في ثقافة الأمم خرافة ودجل يمارسها السحرة والمشعوذين.
ومن يقرأ تاريخ الإمامة في اليمن سيدرك أن حكم الأئمة الزيدية لم تؤمن على مدى تاريخها بهوية الدولة ولم تعمل يوما على بناء مؤسسات الدولة فالدولة في نظر الامامة ليس أكثر من توفير الحماية مقابل الجباية فمفهوم تعزيز الوظيفة العامة وصرف الرواتب وتقديم الخدمات من بناء المدارس والمستشفيات لم تجد له أولوية في منظور الإمامة الزيدية.
وهو ما يسعى إليه عبدالملك الحوثي عبر تدمير ممنهج للوظيفة العامة وأنها التعليم وافقار الشعب من خلال إلغاء الوظيفة ونها دور وزارة التربية والتعليم فهو يدرك أن التعليم يفتح أمام الشعب تطلعات وتصور لشكل الدولة ما يجعله شعب يبحث عن إصلاحات سياسية واقتصادية ويطالب بزيادة التنمية والمساواة بالحقوق والمناداة بالحريات.
لم تكتفي الحوثية وخطابها الرث والمقيت بما اقدمة عليه فالايام كفيلة بكشف المزيد من القوانين الإجرامية فما استهداف صوالين الحلاقة ومحلات الخياطة إلا مقدمة لتنفيذ إجراءات أشد ظالما مالم يجد الحوثية وعصابته مقاومة حقيقية من سكان المحافظات الخاضعة لسلطته فممارسته تأتي من خلال مدى استجابة سكان تلك المحافظات لتنفيذ قوانينه.