حتى لا يُكره المولود..!!
معين الصيادي
نحتفل ويحتفل العالم العربي والإسلامي بالمولد النبوي الشريف، نتمنى ان نضع أكاليل الزهور على الضريح النبوي، إلا ان بيننا وإياه مئات الكيلومترات ، واضرحة الأنبياء ليس مسموحا احياء مثل هكذا مراسم وتقاليد عليها، لذلك تحتفي شعوب العالم بانبياءها وفق طقوس أبتكرتها هي، تتلاءم مع المكانة النبوية ، وتثمن الجهود التي بذلها هذا النبي او ذاك الرسول خلال حمله للرسالة السماوية.
إلا ان تحويل هذه المناسبات إلى مواسم جباية، ونهب وإرتزاق، وسلب، ان صح المعنى، فهذه صفات توّلد الكُره، ليس للجماعة السلطوية فحسب، بل حتى للنبي والرسول – لا سمح الله.
الحديث هنا ليس خوضا في الكفر والإلحاد، او تمهيدا لإعتناق الاسلام، نحن شعوب خلقت بالفطرة على ملة آباءها واجدادها، وبقدر ما يخلق الانسان في بيئة تشهد ان لا اله إلا الله ، هو أيضا خلق في بيئة تسرق وتذبح باسم الله واسم النبي، وسرعان ما ينشأ هذا المخلوق في بيئة خطرة وذابحة للكرامة والإنسانية التي تتعارض انتهاكاتها مع الدين نفسه الذي نبتز الناس بإسمه وتحت عباءته.
لا اعتقد ان هناك من يكره ان تقام مائدة غداء تمتد من باب اليمن بصنعاء وحتى الساحل الذهبي بعدن وعلى يمنتها ويسرتها فقراء اليمن ومحتاجيها، والإبتهالات الدينية تتعالى صداحة ، حتى يدوي صداها في اقصى اشبيليه، وجبل طارق، وأقصى مغارب الأرض قبل مشارقها، فهو حبيبنا عليه الصلاة والسلام.
بيننا وبين الردة خيط رفيع، لم نعد نرغب بنبي ننفق عليه المليارات في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى كيس قمح ولو نلتقطه كدجاجات الحضائر ، على حبات .. هكذا قال الكثيرين مع أنفسهم وهم يشاهدون اللصوصية بصنوفها تختبى خلف عباءة اسمها “المولد النبوي”، الذي كان سيحرّم احياء يوم ولادته او مسراه اشفاقا على امته مثلما اشفق عليها في الصلوات ورجى جبريل عليه السلام ان يرجو ربه بالاشفاق علي امته، فما بالكم بما هو خاص به كالإحتفال وغيره.
ان يأتي فرد او جماعة تذبحنا بعد ذبح خمسة اعوام من التشرد وغياب ابسط الحقوق وهي الرواتب، وتتكاثر جماعة تقتل وتذبح وتسرق بإسم الله، واسم النبي، فهذا يخلق لدى الكثير جحود وإنكار لعدالة السماء – والعياذ بالله- لأن الرب له من الأسماء والصفات العدل والرحمة، فكيف ان يولّي علينا من ليس فيهم أي من صفات الرحمة أو العدل؟.. إلا ان كل ذلك ليس إلا انموذجا من سلوكياتنا عامة، فالشر بدواخلنا ولكننا لم نترك له فرصة التمكن التي سرعان ما تطفوا على أسطح ذواتنا في أية لحظة نتولى زمام الامور.. ولذلك يجب ان ننحر الحقد الذي بداخلنا ونواجه الشر بالخير ، وخيرنا في صفوة انفسنا ان اردنا النجاة من مركب الشر..
5 نوفمبر 2019م
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=119683919456337&id=100042441884284