أحلام القبيلي تكتب عن | “العرق الساكن إذا تحرك”
أحلام القبيلي*
لا يخلو إنسان من الخير والشر ، فالكمال لله وحده، لكن نُسب الخير والشر تتفاوت من شخص لآخر، فهناك من يغلب خيره شره ، وهناك من يغلب شره خيره.
وإذا زادت نسبة الشر وحاول الشخص تهدئته والسيطرة عليه وعدم إظهاره ، فينجح أحياناً ويفشل تارة أخرى.
كل شخص فيه عِرق ينقح عليه بين الحين والآخر مهما حاول تهدئته وتسكينه، لكن بعض العروق أهون من بعض:
عرق نذالة مهما مشى في دروب المروءة.
عرق بخل مهما حاول تقليد الكرم.
عرق (عدامة) حتى لو حاول يفهمها وهي طايرة.
عرق جُبن مهما ادعى الشجاعة.
عرق حسد مهما تظاهر بحب الخير للغير.
عرق خُبث مهما تصنَّع الطيبة.
عرق جلافة مهما تظاهر باللين.
عرق قلة حياء مهما تزمل بالحياء وتدثر بالخجل.
عرق نميمة حتى وهو يصلح ذات البين.
عرق قلة ذوق حتى لو حفظ قواعد الإتيكيت.
عرق جهالة حتى لو درس في السوربون.
عرق خيانة ولو لبس ثوب الوفاء.
عرق سوء ظن مهما حاول إحسان الظن.
عرق كذب ولو رفع شعار الصدق.
عرق نكران الجميل مهما حاول حفظه ورعايته.
عرق قلة أدب مهما حاول أن يبدو محترماً.
وفي عرق سخافة ، وفي عرق لقافة ، وعرق هبالة ، وعرق سفالة.
أما عرق قلة الأصل فيجمع كل هذه العروق…
يقول الشاعر عبده المخلافي:
العرق دساس مهما يختفي يظهر
هذي عوايد وهي في الناس معروفة
والنذل تعرف طباعه حتى لو يحذر
والطيب ينضح بطيبه وقت ماتشوفه
والنذل لوتكرمه ياخوك دوم أنكر
طبع النذالة على سيماه ملفوفة
فاللهم إنا نعوذ بك من العِرق الساكن إذا تحرّك، ومن المتحرك إذا زادت حركته…
* كاتبة وشاعرة من اليمن