معين الصيادي يكتب | الحوثي يواصل صفع حلفاؤه في #العود
معين الصيادي يكتب | الحوثي يواصل صفع حلفاؤه في #العود
معين الصيادي *
جماعة لا عهد لها ولا ميثاق, كل ما تقوم به هو كسب مزيد من الوقت لتقوية نفسها وصفوفها ومقاتليها, تعمل بكل قوة على استكمال بناء دولة هاشمية يسهّل امامها ازاحة من تبقى من خصومها او حلفاؤها في وقت واحد, وتصفية من لا يستوعب الدرس سريعا او يحاول الإعاقة.
مخلاف العود, حيث يرقد عود بن سالم الحميري, على تخوم حدودية هامة وسلسلة جبلية اكثر اهمية تربط بين محافظتي الضالع وإب, يتعرض لابشع قمع في التاريخ الحديث, من قبل ميليشيا الحوثي التي احكمت قبضتها عليه في مارس 2019م, بسبب خيانة كبيرة من مشائخه الذين يتعرضون اليوم لصفعات مدوية من قبل حليفهم الحوثي.
منذ ان اسقطت الجماعات الارهابية الحوثية العود في مارس 2019م , وللاهمية الكبيرة, جغرافيا وسياسيا وتاريخيا وثقافيا… التي
يختزلها العود ارضا وانسانا, سعت الجماعة الى تهشيم عظم مشائخها وشخصياتها الاجتماعية ومثقفيها وناشطيها, حينا بالترويع, وآخر بالتخوين.
الجماعة ايضا تقوم كل فترة تقوم بكسر عظم أحد حلفاؤها من المشائخ او الشخصيات الاجتماعية والعسكرية, بهدف إحالتهم إلى خارج مربع اللعبة السياسية والاجتماعية نهائيا, والاحجام من مكانتهم والتقليل منها بين أوساط ابناء المنطقة بدرجة اساسية .
عملية المداهمة التي حصلت فجر اليوم الاثنين 23 سبتمبر/ ايلول 2019م, لقرى العجلة وبيت عبدالقوي فاضل في وادي اللحاء بمنطقة العود, التابعة اداريا مديرية النادرة محافظة إب, والرابطة حدوديا بين محافظتي إب والضالع, هي انموذجا لاحد النماذج التي يواجهها العود يوميا وبصور عدة, حيث شكّلت صفعة مدوية جديدة لمشائخ العود عامة وآل فاضل خاصة, على رأسهم الشيخ وعضو البرلمان لدى الميليشيا حزام فاضل ونجله عقيل وكيل محافظة إب, ونجل شقيقه سلطان فاضل مدير ناحية مديرية دمت.
العملية لقيت استهجان كبير من المواطنين رغم التعتيم اعلاميا للحادثة خشية من اتهام الميليشيا لهم بالعمالة لدول ما تسميها بـ”العدوان” و “الدواعش” – التسمية التي يحلوا لانقلابيين تردديها- , حيث غرد نبيل فاضل – رئيس المنظمة اليمنية للاتجار بالبشر واحد ابناء المنطقة ذاتها – “مداهمة قرى العجلة وبيت عبدالقوي فاضل في وادي اللحاء بوجه الشيخ حزام وابنه عقيل وابن أخيه سلطان”.
واضاف: “ستسمعون غدا تقرير انهم داهموا خلية داعشية تنتمي الى بيت فاضل وبعد غدا سيتهمون الشيخ وعياله انهم دواعش وصب يا مهدي لاعهد لهم ولا ذمة ويستاهل البرد من ضيع دفاه”.
وبفجاجة داهمت ميليشيا الحوثي القرى فجرا مستخدمة الاسلحة الرشاشة وقذائف الـ RBG واصابة النساء والاطفال بحالة رعب, ممتهنة كرامة الجميع , لاهداف عدة, أبرزها واهمها الاذلال والاركاع كما اشرنا سابقا.
ابناء الاسر التي تدّعي هاشميتها في العود, كان لها دورا ايضا في طعن المنطقة في الخاصرة, بعد ان طلعت لحوم اكتافها من خير هذه الارض, حيث يكشف الناشط فاصل ان “خونه المنطقة وعلى رأسهم بنى الاشول هم من ادخل الحوثيين ليلا ويروجون على ان الحوثيين داهموا قرى آل فاضل بغرض القبض على مطلوبين في قضيه الصايدي بينما المطلوبين في قضية الصايدي من قرى بعيدة وقرية العجله وبيت عبدالقوي كان لهم تاريخ نضالي في مواجهة الحوثيين.. لن تموت العرب الا متوافية”.. هكذا يقولها بمرارة وكمد على الارض والعرض اللذان يذهبا ضحية الهمجية السلالية والتهم المعدّة سلفا.
هذه الحريمة ليست الاولى ولم تكن الاخيرة, حال استمر الناس الغرق في بحر صمتهم وخوفهم او مداهنتهم الناتجة عن فشل الشرعية اليمنية في فرض حضورها في المنطقة , ناهيك من الغيبوبة التي يعشها قادة جبهة الضالع الحدودية مع العود والذين كان لهم نسبة كبيرة من ترتحع الزخم الثوري لدى شباب ورجالات المنطقة الذين عرفوا بتاريخهم النضالي الرافض واللافظ للانظمة القمعية والاستبدادية.
نأمل من الشرعية اليمنية وقيادة جبهة الضالع ممثلة بقائدها المناضل العميد هادي العولقي قائد اللواء 30 مدرع, وكذلك من شباب المنطقة ومثقفيها وثوارها ايقاد شعلة النضال مجددا, فالحرية لابد لها من ضريبة, والعود دفع الكثير ضريبة لذلك ولم يتبق سوى تظافر الجهود بجدية , ونشدد على الجدية قبل ان ينفرط عقد المسبحة ويتشرّب المواطنين الخنوع , حتى يصبح ثقافة سائدة يصعب تغييرها.
* رئيس التحرير
23 سبتمبر 2019م