غمدان أبو اصبع يكتب | تحب تفهم تدوخ

غمدان أبو اصبع يكتب | تحب تفهم تدوخ

معين برس | غمدان ابواصبع *

تحول المثل التونسي الى حقيقة ملموسة في اليمن فالأحداث التي تمر بها تؤكد صعوبة فهم حقيقة ما يحدث.

 وهو غياب لم يختصر على الشارع اليمني بل على القيادات السياسية أنفسهم فبدل من تولي زمام الأمور وإدارة ملفات الأزمة اليمنية تحولوا إلى أدوات تنتظر المحيط الدولي والإقليمي ليرسم لها خياراتها دون أي التفات للواقع المعاش التي لا يبشر بخير .

فسكون المثل التونسي الذي يحمل بين كلماته صعوبة فهم المرحلة وتجاوز معضلاتها جعل الدوخان هو وحده من يحدد مسار الشرعية .

فمنذ دخول ميليشيا الحوثي صنعاء والأحداث تزداد ضبابية وتكثر متاهات المشهد السياسي لبلادنا لتختفي كل القيادات المعروفة ممن واكبة إدارة الدولة اليمنية منذ الثورة المباركة سبتمبر ومعهم رموز الوحدة اليمنية الى جانب تقوقع قيادات الأحزاب بكل مكوناتها لتحل محلهم جماعات مجهولة وغير معروفة لدى الشارع اليمني .

مايجعل الكثير من أبناء اليمن يتساءل اين ذهبت  الحركات  الثورية والأحزاب الدينية والوطنية والتي ظلت تشكل هاجس طيلة الفترة السابقة بخطابها التعبوي المبني على الأممية والإسلامية والقومية وهل هم فعلا قيادات سياسية تحمل مشاريع ويؤمنون بما كان يدعون ولماذا هم غائبون.

والاكثر غرابة أن تتحول الجماعات المجهولة الى واقع مفروض على الأرض متخذة من الخطاب الطائفي ومناطقي عنوان بارز لتحديد وجودها دون أي روادع من السلطة السياسية المعترف بها

فغياب النخب السياسية سهل للقوى الإقليمية والدولية أن تفرض أدواتها على الأرض ماسهل لها حرف المسار السياسي والاجتماعي عن مكانة الطبيعي  .

وهو نفوذ بات  يشكل خطر محدق بمستقبل اليمن ونظامها ليتحول إلى حالة من القلق المخيف لأبناء اليمن.

 فبعد 5سنوات من ظهور تحالف دعم الشرعية لم تحقق الشرعية شي يذكر لصالح مؤسساتها فلا استعادة الشرعية عاصمة الدولة صنعاء وحفظة هيبتها وطردة مليشيا الحوثي ولا بنت وجودها في عاصمتها المؤقتة  .

لتغيب الشرعية وحلفائها من الأحزاب والقوى السياسية عن ملامسة الشارع إلى جانب غيابها عن احتفاظها بقرارها السياسي وهو القرار الذي كان بإمكانها ان تختار منه  أوراق ضاغطة للمساومة مع القوى الدولية وأدواتها التى باتت من تهيمن على الأرض .

ولا ادري ماهي الاسباب الحقيقة التي تقف وراء كل هذا التساهل والإهمال في فرض وجودها السياسي داخل أروقة المحافل الدولية و وجودها العسكري على الارض اليمنية .

ولاكيف لها أن تقبل إقامة جيوش متنوعة وبعقيدة مناطقية ومذهبية دون رفضها وإدانة من يقف وراء إعدادها وتدريبها وتسليحها لتجد نفسها مجرد حكومة مرتهنة لتلك  المليشيا المسلحة التي تفوقها بالعتاد والعدة مايدفعها من جديد لمطالبة القوى الإقليمية لمساندتها سياسيا وعسكريا أمام تلك المجاميع ليفرض عليها المتغيرات على الرضوخ لمحاورات من لامشروعية لهم .

* رئيس تحرير موقع غمدان برس الإخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى