#اليمن يواجه الإنقلاب “الحوثي” والإحتلال “الخليجي” .. قوة سعودية تصل شبوة

#اليمن يواجه الإنقلاب “الحوثي” والإحتلال “الخليجي” .. قوة سعودية تصل شبوة

معين الصيادي *

كالمستجير من الرمضاء بالنار, هو حال الشرعية اليمنية والشعب اليمني حينما قرروا الاستجارة بالمملكة العربية #السعودية , في مارس 2015م, لمواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.

السعودية, الشقيقة والجارة, لبت النداء سريعا وشكّلت تحالف دولي في اقل من 24 ساعة, ضم دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية, واطلقت عاصفة حزمها وسيطرت على الاجواء اليمنية واغلقت كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية, وشنت آلاف الغارات, ملحقة دمارا شاملا في مختلف البنى التحتية, وبالرغم من ذلك تقبل الشعب اليمني ذلك الدمار بصدر رحب على امل القضاء على الانقلاب الحوثي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي انبثقت من المبادرة الخليجية للدول ذاتها التي تقود هذا التحالف العسكري, الا انها فرحة لم تتم, حيث تحول المشروع من نجدة جار وقع ضحية انقلاب مدعوم ايرانيا, الى استعمار خارجي له مطامع في الثروة التي في باطن وظهر الارض.

الاشقاء في التحالف اجتمعوا ذات مساء على وليمة شواء في رحلة صيد داخلية في احدى القصور الملكية وقروا تقاسم اليمن بنفس حصص تقاسم الوليمة, ومدد “ابا حنيفة” غير مباليا لصراخ الثكلى او توجيهات رئيس البلاد الشرعي الذي استقدمهم لانقاذ بلده وشعبه, وكلما رفع صوت يطالب بسرعة الحسم , فتح الحلفاء جبهة مضادة, اما حينما يحاول الجيش الوطني اتخاذ قرار التقدم والحسم, تجد مقاتلات التحالف لهم بالمرصاد.. وهكذا حتى مضى العام الخامس وبدأت تتكشف الاوراق ودخل جنوب البلاد في سلة الامارات, بينما شرقها وغربها في جعبة الرياض.

اشتدت وتيرة الصراع بين الحلفاء انفسهم على الارض اليمنية, وافتضح الأمر منذ سقوط معسكرات ومقار الدولة في العاصمة المؤقتة عدن بما فيها القصر الرئاسي في معاشيق, بيد قوات الحزام الامني, وبالرغم من التحذير والتخدير السعودي لحليفة الامارات والمتحالفين من اجله “اليمن” لم يحدث اي تقدم يخدم الشرعية بينما الواقع كان العكس.

انقشعت السحابة من على كذبة الدفاع عن الشرعية , وتحول سلاح الجوء الاماراتي تنين يحرق جيش الشرعية, تحت غطاء مكافحة الارهاب والارهابيين – اي عناصر تابعة لجماعة الاخوان وتنظيم داعش او غيره- فيما الحقيقة ان الجيش اليمني ومقاومته وانقلابه وانتقالية , صار مفخخا بعناصر بعضها مدان بعمليات ارهابية وآخر مازال حبيس التهمة, جل ذلك وجد في اليمن بيئة خصبة تزامنا مع ثورات الربيع العربي, وازاد بعد سقوط الدولة بيد الانقلاب الحوثي وخروج البلاد عن السيطرة الامنية.

الرياض هي الراس المدبر لمختلف الطرق الفاتحة لشهية الاطماع في اليمن, تحرك قطعها الشطرنجية تارة بيد حليفتها الامارات واخرى بيدها, فبعد قصف نقطة العلم بعدن, واستهداف معتقل للحوثيين في ذمار يوجد داخله اسرى من قوات الحكومة الشرعية, جددت الزحف قوات تابعة للامارات نحو شبوة, وفور هذا التحرك الذي استخدمته الرياض ذريعة لتواجد قوات تابعة لها , ارسلت قوة عسكرية تتبعها الى شبوة ووصلت عصر اليوم حسب تصريح ناطق التحالف- وهذا يعني ازاحة الجيش الوطني تماما من المشهد والتواجد على الارض, ونضطر ندفع فاتورة جديدة بعد كذا عام او شهر لاخراج تلك القوة, وهكذا..

في ذات الوقت لم تقبل الرياض ارسال جيشها الى فرضة نهم او جولة الحوبان, لانه لا يوحد فيهن مخزون نغطي او غازي, ولا توجد موانئ وشواطئ.

المثير للسخرية والسذاجة ان تخرج الرياض ناطق تحالفها ان صح القول , بعد ان صار لا يخدم اليمن والحكومة الشرعية, ليقول “ان اللجنة السعودية الإماراتية عملت على تهدئة الوضع في أكثر من منطقة يمنية، مؤكدا أن قوات سعودية وصلت شبوة للعمل على خفض التصعيد ووقف النار”.

“ههههه” لا يمكن المرور هنا دونما الضحك حتى تغرورق العينين بالدمع, والتساءل: كيف اصبح الخصم لجنة تهدئة ومن مَن ?!

الحقيقة التي صار العالم يشاهدها ان الحلفاء اصبحوا يتقاسمون اليمن معتقدين ان اموالهم التي اخرست المجتمع الدولي امام جرائم اسلحتهم ستمكنهم من البقاء محتلين , غير مدركين ان قادة الفتوحات شرقا معظمهم اجدادنا, وجيناتهم تجري في اوردتنا, شعب لا يعتدي او يسفك الدماء, وأيضا لا يقبل الظيم او تنحني للذي على العرش استوى.

سنقاتل الانقلاب الحوثي ونقارع الاحتلال الخليجي, وسيسجل التاريخ ان اليمن الشعب الافقر عالميا واجه اعتى مد طائفي في الكون, واغنى دول الارض..

قد تكون هذه الأحرف هي آخر ما نكتب, في ظل صلف التفكير والتعامل لدى الآخرين ومواجهة النقد او المطالبة بالحقوق, بواسطة فوهات البنادق, او في غياهب السجون, لكن قداسة الوطن تستحق ان يدخل تعداد الأضرحة خانة مئات الآلاف أو حتى الملايين, هو الوطن, حضارة ضاربة في اعماق التاريخ, وحاضر في عنان السماء .

* رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى