إلى ابناء الجنوب الشرفاء: لا تقحموا أمهاتنا بالصراع السياسي (مرفق الصورة)
إلى ابناء الجنوب الشرفاء: لا تقحموا أمهاتنا بالصراع السياسي (مرفق الصورة)
معين برس | معين الصيادي *
– من يوم إلى آخر تتسع دائرة الفرقة بين الاشقاء في اليمن الواحد ليصبح الجنوبي لا يقبل بالشمالي تحديدا, نتاج جرعات مكثفة من الكراهية عمد الاول على ضخها في شرايين ابناء المحافظات الجنوبية ذكور واناث, صغار وكبار..
– مثلما يقول البعض, لا وحدة بالقوة ولا انفصال بمجرد الرغبة , نقول انه لا يمكن ان تستقيم الاخلاق اذا استمر العقلاء والنخب بتفخيخ عقول ابناء المجتمع بمفاهيم الانتقام, والحقد والكراهية.
– بل الاخطر من ذلك هو استغلال العوام وكبار السن في زرع بذور التباغض, ولعل تلك البذرة الخبيثة تلقى بيئتها الخصبة لدى كبار السن تحديدا, لانها شريحة عفوية وبريئة, تتخذ القرارات بناءً على افرازات هرمونية تتعلق بالعاطفة.
– ليس هذا فحسب, بل ان الخطر الاكبر في شريحة كبار السن هي الانثى, وفوق ذلك الانثي الامية, فهي عاطفية اكثر, وتعتقد ان انتصارها للقضية التي يتم تداولها هو اتخاذ اي طريقة لتعبر بها عن عدم رعبتها بما هو نقيض لقضيتها, وهنا تتسبب “القضية” بصناعة مجتمع غير سوي اخلاقيا وروحيا وثقافيا ودنما قصد بذلك.
– ناشطون تداولوا صورة لواحدة من امهاتنا الغاليات من احدى محافظات جنوب اليمن, وهي ترتدي علم جنوب اليمن – قبل وحدة 90- على كتفيها, وفي الوقت نفسه تدوس بقديمها على علم الجمهورية اليمنية, وهو المفهوم الذي فخخ به عقول ابناء ابمجتمع ثلة من المأزومين اخلاقيا قبل ان نقل سياسيا, لان الاخلاق قبل السياسة والتربية قبل التعليم, وهو الامر الذي يتطلب على العقلاء عدم جر امهاتنا الى مثل هكذا افعال تسيء لعلم شعب باكمله, حتى لو ان هناك من لن يعد راغبا في هذه الوحدة فمن حقه ان يعبر عن رأيه في رفع العلم الذي يريد, ولكن دون ان يسيء لعلم غيره اخلاقيا قبل قانونيا.
– لتلك الأم العزيزة.. اقول, الجنة تحت اقدامك ايتها الام العزيزة, ألا يكفيك ذلك?! امّا الذي تحت اقدامك الآن ماهي الا قطعة قماش, ولكنها قدسيتها بقداسة الوطن, فلا تصدقي الحقد الذي زرعه الابناء في اعماقك بانهم سلبوا حقوقهم ووطنهم بسبب الذي تحت قدميك, لاني سأقول لك وبصراحة اننا نعاني نفس الشيء, فنحن للعام الثاني على التوالي ونحن في الحبيبة عدن نبحث عن حقوقنا ومرتباتنا, ولكنها تذهب ادراج رياح الوعود والسبب العلم الذي على كتفيك..
اذا الا تري اننا وهم ضحية صراع يفوق قدراتنا, وما نحن الا أدوات بايدي الكبار?!.. اخبريهم بذلك فأنا ادرك انك صرتِ تتفهمي ذلك جيدا الآن..
– المجتمع الجنوبي مهددا بولادة مجتمع غير سوي اخلاقيا, والسبب هو الشحن بثقافة الكراهية والحقد, وهو الامر الذي لم يعد خافيا على احد في ظل حملات التهجير القسري المتكررة بين العام والآخر, ناهيك من الاقصاء القسري لابناء المحافظات الشمالية من الوظيفة العامة, خصوصا وهناك مئات الحالات التي نزحت للعاصمة المؤقتة عدن منذ قرابة عامين ومازالت حتى اللحظة تتابع وراء رواتبها ووظائفها, ولكن لا حياة لمن تنادي.
– الجنوب يتشظى قيميا وروحيا, بدلالة ان الوزير جنوبي, وحال لم يكن جنوبيا فلا شك ان وكيل الوزارة جنوبيا والمدير العام, ومدير الادارة ورئيس القسم والموظف المختص جنوبيون, اما بالنسبة للموظف الشمالي فهو اشبه بالنكرة بالنسبة لهم , وحصوله علي ابسط حقوقه يعد كارثة بالنسبة لهم, بل الدخول عدن صار غالبا لمن استطاع سبيلا.
– نأمل من الاخوة الجنوبيين اعادة التفكير, فالصراع الحاصل لا علاقة للموظف البسيط به, خصوصا في ظل الدولة الواحدة التي لا يوجد في نصوص قوانينها, قانونا ينص على منع ابناء اي محافظة من دخولهم المحافظة الاخرى او البحث عن وظائفهم ومرتباتهم التي اصبح حتى استلامها محصورا على فرع واحد, لاحد المصارف تم حصره بالعاصمة اليمنية المؤقتة #عدن فقط دون سواها, من باب التعقيد.
* رئيس التحرير