بنطلون التعزي وسروال الحوثي
معين برس | عبدالخالق عطشان ابو المجد *
في الوقت الذي كان فيه الملك الرسولي المظفر في القرن السابع الهجري يرفد الحضارة الإسلامية بكثير من العلوم والمعارف والإنجازات الثقافية ويأتي إلى عاصمة ملكه تعز العلماء والطلاب من بلاد الشام والرافدين ومصر كان أئمة الجور الهادوية ينشرون البدع والخرافات ويغلقون مصاريع الجهل والعزلة على اليمنيين.
وصف كثير من المؤرخين الملك المظفر (صاحب #تعز) أنه موحد اليمن بعد الملك الحميري شمر يهرعش وفي جانب آخر من التاريخ اليمني وفي الحقبة الرسولية وما قبلها وبعدها كان أئمة (العمى والضمأ) والجهل والضلالة من أحفاد الرسي يمزقون اليمن ويتقاسمونه اقطاعات فيما بينهم ، وحينما كان الملك الظفر يكسو الكعبة من داخلها وخارجها كان أولائك الأئمة يهتكون ستر اليمنيين ويهدمون دورهم ويحرقون مزارعهم لرفضهم الإنصياع لجبروتهم وطغيانهم.
في الوقت الذي كان الملك المظفر (عاشق الحالمة) يبني مسجد المظفر أعجوبة التاريخ اليمني بل والإسلامي ويؤلف بنفسه المؤلفات في الطب والهندسة والفلك كان أئمة العزلة والتخلف معتكفون في شرح اول ملزمة سلالية عنصرية (متن الأزهار وشروحه) والذي داهمها السيل الجرار للإمام الشوكاني فجرف كثير من الطمي والمغالطات منها وأبان بدع وضلالات الأئمة فيها.
حصد الملك المظفر سمعة طيبة وصلت للصين وتلقب بألقاب عظيمة لأفعاله العظيمة فأثار ذلك حفيظة أئمة الظلام فكفروه وأشهر من كفره الإمام السفاح المطهر والذي لقب نفسه زورا بالمظلل بالغمامة.
لقد اكتسبت تعز شهرة عظيمة من شهرة ملكها الأعظم وأضحت منارة للثقافة وكان لها دور في تقويض حكم الإمامة حاضرا ومستقبلا وهذا جعلها عرضة لإرهابهم وما بطش الحوثي فيها اليوم إلا حقدا وحنقا من علمها وثقافتها وتاريخها ورفعتها ولقد استُهزأ بأبنائها بأنهم جبناء وضعفاء وأن (بنطلوناتهم) علامة على ذلك غير أن هؤلاء المبنطلين لهم فضل على الجمهورية في شتى مجالات البناء والتنمية والدفاع عنها وما يجترحه المبنطلون اليوم من تضحيات في تعز ويحققونه من انتصارات إلا دليلا على أنهم وفي الوقت الذي بنطلوناتهم قد رفعوها إلى ركبهم يطاردون فلول المليشيا الفارسية ويكسرون أنفها فإن تلك المليشيا قد أرخت سراويلها وتركتها خلفها وفي متاريسها لأنها كما هي في مؤلفات أئمتهم لا تصح الصلاة بها لنجاستها فهي اليوم تعيقهم من الهرب والفرار من المبنطلين ولايصح الصمود بها.
* من حائط الكاتب على فيسبوك.