عبدالكافي يكتب عن | مصطفى التائه
بلال محمد عبدالكافي
نعم مصطفى نعمان تائه متذمر، واقف في منتصف الطريق يقذف بالحجارة كالمجنون يميناً ويساراً، تائه ضائع بلا بوصلة، باحث عن مجد ودور ولكن بلا هدف، ولعله آخر شخص على وجه الأرض يمكن أن تلتفت إليه باحثاً في مسيرته المهنية عن قصة نجاح يمكن أن تسترشد بها في سبيل التقويم والتصحيح، أو في كتاباته المنثورة على “السوشيال ميديا” قصة تتضمن فكرة أو رأياً مستنيراً.
نعم هذا هو مصطفى صبياً وشاباً ويافعاً وفي سن الكهولة يعيش حالة الفوضى النفسية التي يعيشها ويكتب تحت تأثيرها، في كتابته عن البرلمان وعن رئيسه الشيخ سلطان البركاني آخرها ما سماه تعقيباً عن البركاني وهاجم فيه رسالة رئيس مجلس النواب لرئيس الجمهورية لم يكن غريباً على مصطفى نعمان أن يستخدم تلك السفسطة الكلامية واللغة المجوجة والمصطلحات النشاز مما يدعوا للرثاء والشفقة عليه وهو الذي يريد أن يتسلق على تاريخ غابر وقصة مجد أفل.
قال في تعقيبه أن البيان ليس فيه ما يستحق الذكر ولا التعليق فصياغته ركيكة ومفرداته المحفوظة لا تختلف عن البيانات السابقة, واختتم حديثه بالقول أن البيان الطويل ليس فيه جديد , وما دمت يا مصطفى ترى ذلك لماذا كلفت نفسك عناء الكتابة والتعليق والتعقيب وتعمدت الإساءة والتجريح للآخرين وقلت في أعضاء مجلس النواب كلام لا يصدر عن مثقف ولا عن كاتب عادي, وأنكرت عليهم حقهم الدستوري وتمثيلهم الشعب وزعمت أنهم فقط باحثين عن مصروف من الأشقاء بالمملكة وجعلتني أبحث عند كل النواب المعروفين وبعض الوزراء للسؤال من أين تصرف مستحقات المالية للنواب والحكومة , فكان الرد بإجماع بأنه تصرف من الخزينة العامة للدولة ومن الموارد العامة، وليس عبر الأشقاء من المملكة، وان قرابة أربعة أشهر الآن مرت لم يحصل النواب على مستحقات شهرية نتيجة الصعوبات المالية للدولة، وهنا وضعت نفسك بموضع الحرج ونظرت بعين طبعك وبما تعودت عليه وذكرتنا أنك ووالدك من عاش على الهبات الشهرية التي قدمها لكم الأشقاء بالمملكة العربية السعودية وأتمنى أن لا تجحدهم.
وأذكرك بقصة أخوك فؤاد عندما شكا للنائب العام في صنعاء أنك وأخوك عبدالله قد سرقتم ما خلفه الأستاذ النعمان من مال، وصدر قرار النائب العام منعكم من المغادرة، وذهب فؤاد إلى السعودية شاكياً بكم إلى صديق والدكم الشيخ عبدالعزيز التويجري المستشار الخاص ومدير مكتب الأمير عبدالله ابن عبدالعزيز حينها يشكوا أنكم سرقتم ثروة النعمان فرد عليه التويجري ” والله ما اعلم ألا أن والدك عاش على الصدقة التي يقدمها له شهرياً أبناء عبدالعزيز فلا تشغلني بمثل هذه الدعاوى” وأذكرك يا مصطفى برسالة والدك للتويجري المنشورة بكتاب “رسائل خفت عليها الضياع” وما قاله والدك بالملك عبدالعزيز وأبناءه شعراً ونثرا.
وتدرك يا مصطفى أنك عشت على موائد التويجري ومصطفى إدريس وعبدالرحمن الراشد وعلى الصدقة السخية التي يقدمها لك سمو الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة، وان الإسقاط النفسي والشخصي الذي اتهمت به أعضاء مجلس النواب هو خاص بك وبالوراثة.
أما التساؤلات الغريبة وغثاء القول فلن أناقشها يا مصطفى وتُهم الفشل والنفاق والبيع والشراء والعديد من المفردات الهابطة المستخدمة لأنه حين يرغب أن يسقط أي شخص يلجا لمثل ذلك ولم استغربه عليك ” والشيء من معدنة لا يستغرب “، “وكل إناء بالذي فيه ينضح “.. هل تعرف وضع البلد قبل استنتاجاتك السخيفة التي يخجل من قولها كل حي تجري في عروقه دماء.
انه إسقاط فج لتضحيات أعضاء البرلمان الذين واجهوا المليشيات سياسياً وعسكرياً وفي الجبهات وصودرت ممتلكاتهم وفجرت منازلهم وحكم على عشراتهم بالإعدام وهي تضحيات جسيمة وعظيمة لا يعرف معناها أولئك الذين اعتادوا على النقد من فنادق الاستضافة الدائمة ولن يفهم مغزاها الحضاري والإنساني والوطني كاتب يقتات على الهبات والمساعدات والصدقات ويحارب من غرفته بجوال دون أن يخرج إلى فضاء التجربة السياسية والنضالية الناضجة ودون أن يعرف طعم التضحية وألامها وحلوها ومرها ووجعها وحالة الرضا النفسي بها كحال الكثير من أبناء الشعب وفي مقدمتهم أعضاء البرلمان.
إن النقد عملية سهلة سائغة وممتعة في مردوداتها الشعبوية وطيشها وجنونها وبالسرور وانتفاخ الأنا على صغيري العقول والهمم لكنه (أي نقد) مسؤولية عند من يشعر بها ولا سيما المسؤولية التي لم يدركها مصطفى نعمان إزاء الشرعية الدستورية في بلاده والتي يتمنى إسقاطها بكل الأوقات ولا يدرك معنى أن تسقط المؤسسات الشرعية وعوائد ذلك لا قدر الله , لان مصطفى في حياته لم يعرف المسؤولية ولم تكتب له قصة نجاح بل هو الفاشل بكل شيء حتى بحياته العائلية فقد تبرأت منه أربع زوجات متتالية وطالبن بإلحاح منه الطلاق ( لأنهن لم يطقناه بغضا) وفعلاً هو الآن عازب ويعيش أسوأ حالة العزوبية ومراراتها وقد غادرنه أربع.
من يفشل بإدارة منزل وزوجة كيف له أن يتحدث عن إدارة دولة، الرجل فاشل بكل المعاني وفي كل الأزمنة وعاش على تراث والده ردحاً من الزمن، وفجأة جاء من لا يهتمون بذلك التراث فتركوه على قارعة الطريق يركله المارة وتدوسه الأقدام ولا يلقون له بالاً ولن يكون شيء مذكور.
إني يا مصطفى أنصحك أن تقيم نفسك وان تصحح أخطاءك وأن تعود إلى رشدك وان تعيش واقعك وواقع بلدك وليس غير ذلك، لان مجلس النواب وأعضاءه في تقديري لن يلقوا لك بالاً لأنهم يؤدون واجبهم الوطني وفقاً للظروف القائمة.
وأنا واليمنيون جميعاً نبارك ما جاء في رسالة رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني الموجهة لرئيس الجمهورية وقد استبشر فيها اليمنيين خيراً ، ومجلس النواب مدعوا لممارسة مهامه الدستورية لأنه من الشعب والى الشعب ومرتبط بجماهير الشعب وملتحم بها.