علي البخيتي | سأعيش مع أسرتي وفقاً لقناعاتي وزوجتي كانت “منقَّبة” ونزعته “صورة”
علي البخيتي | سأعيش مع أسرتي وفقاً لقناعاتي وزوجتي كانت “منقَّبة” ونزعته “صورة”
معين برس | دوت كوم
سأعيش مع أسرتي وفقاً لقناعاتي، سنعيش كما تعيش شعوب العالم، وكما كان أجدادي وآبائي يعيشون قبل المد الوهابي والتشدد الزيدي والإخواني والسلفي وكل ما ارتبط بما سمي بـ “الصحوة الإسلامية” التي أشعل فتيلها الخميني في إيران في ١٩٧٩، والتحقت به بقية المنطقة، وعلى رأسها السعودية، في تنافس على من يمثل الإسلام ويحافظ عليه ولو بالتشدد والتطرف.
لا فرق عندي بين البنت والولد، لن اعاملهم بالعقلية الذكورية التي ترسخت في وعينا، سأعامل كل منهم كإنسان، يحق له أن يحيى ويخرج ويتمتع بالحياة ويكون له أصدقاء وصديقات وعالمه الخاص، طالما لم يخالف قانون البلد الذي يتواجد فيه، ولم يضر غيره، تلك المحرمات عندي لا سواها، ولا أعترف ببقية المحرمات التي صنعها كهنة الدين وحُراس المعبد، أو التي صنعتها الثقافة الذكورية.
أعيش وإسرتي منذ سنوات طويلة على هذا النمط، حتى عندما كنا في اليمن، ولم أفرض على أحد منهم قناعاتي، توجان تحجبت فترة ثم قررت نزع الحجاب، زوجتي كانت منقبة وقررت نزع النقاب وأصبحت محجبة منذ عام ٢٠١١ عندما كنا في القاهرة، لكنها لا تحب الظهور، وهذا حقها، أحترم رغبتها، وكل فرد من أسرتي له حريته ومجاله الخاص الذي لا أتدخل فيه ولا أسعى لإجباره على قناعاتي.
لست ممن يعيش بوجهين، لِيبِراليّ في أفكاره عند المجتمع المدني والنخبة لأغراض العمل او العلاقات العامة والخاصة، لكنه وحش تسيطر عليه العقلية الذكورية عندما يتعامل مع زوجته وبناته ونساء أسرته، فيتحول لدكتاتور ومتخلف يرفض الاعتراف بأبسط معاني المساواة بين الرجل والمرأة.
هكذا سنعيش، ولن نخضع للموروث العفن الذي صادر الحقوق والحريات، ومن أراد أن يعيش داخل ذلك الموروث نحترمه، لكن ليدعنا وشأننا، لأننا لا نتدخل في خصوصيات وشؤون الآخرين، ولم أذكر أحد بالإسم ولا أسرته بسوء مطلقاً منذ بداية نشاطي في المجال العام قبل حوالي ٨ سنوات.
* من حائط علي البخيتي علي فيسبوك