العين البشرية تدرك ملايين الألوان فسيولوجيا
معين برس : يمكن للعين البشرية إدراك الملايين من الألوان فسيولوجيا، إلا أننا لا ندرك جميعًا هذه الألوان بالطريقة ذاتها؛ وقد لا يرى بعض الأشخاص اختلافات في الألوان – ما يسمى بعمى الألوان – بسبب خلل في خلايا شبكية العين الحساسة لمستويات عالية من الضوء.
غير أن توزيع وكثافة هذه الخلايا يختلف أيضًا بين ذوي “الرؤية الطبيعية” وهو ما يعني أننا جميعا نرى اللون ذاته ولكن بطرق مختلفة قليلا.
ومن هذه الطرق المختلفه هي ادراك اللون باللغه حيث قام
عدد من علماء في جامعة برلين بااجرى دراسة علمية شارك فيها أشخاص من الناطقين باليونانية، والألمانية، والروسية، وأظهرت نتائجها أن إدراك الإنسان للون يرتبط باللغة التي يتحدث بها.
وذكرت مجلة Psychological Science أن العلماء اعتمدوا على الفرضية النسبية اللغوية المعروفة، التي تفيد بأن اللغة تشكل تفكير الإنسان، إذ يعتقد علماء اللغة بأن تعلم لغة جديدة يغير الوعي.
اختار العلماء للاشتراك بهذه الدراسة أشخاصا من الناطقين باللغة الروسية (47) والألمانية (29) واليونانية (28)، إذ توجد في اللغتين الروسية واليونانية كلمات منفصلة تخص اللون الأزرق وظلاله (الأزرق، الفيروزي، الأزرق الفاتح). أما في الألمانية فهناك كلمة واحدة تعبر عن هذا اللون، وبقية ظلاله يطلق عليها (الأزرق الفاتح).
عرض على المشاركين في هذه الدراسة 13 مثلثا مختلف الألوان على خلفية ملونة، وهي؛ الأزرق الفاتح على خلفية زرقاء، والأخضر الفاتح على خلفية خضراء داكنة. وقد ترك الباحثون في كل خمس حالات خلفية واحدة فارغة، من أجل معرفة ما إذا كان المشاركون سيلاحظون هذه الخدعة أم لا، ثم سألوا حاملي اللغات المختلفة عن عدد المثلثات التي شاهدوها.
لاحظ الناطقون باليونانية جميع المثلثات ذات اللون الأزرق وظلاله التي عرضت عليهم، ولكنهم في بعض الأحيان لم يلاحظوا اللون الأخضر، والنتيجة ذاتها انطبقت على الناطقين بالروسية. أما الألمان فلم يواجهوا أي صعوبة في تحديد الألوان، مما جعل العلماء يستنتجون أن إدراك الألوان يرتبط بصورة مباشرة باللغة الأم للإنسان.