خلف الظلال | احلم الآن يا ابن عربي!

معين برس | يكتبها: سامي الشاطبي

كشفت مصادر مقربة من شيخ مشائخ الصوفية الأكبر ابن عربي بانه حلم ذات ليله من ليالي العام 1234م –قبل وفاته بست سنوات -بانه كان نائماً في حلمه وجاءه رجل يرتدي لباس التقوى والورع وأخذه الى مدينة صغيرة تحوطها الجبال.

رأى ابن عربي في المدينة العجب العجاب ..شوارع المدينة – كما وقتنا الحالي -مسفلتة

سامي الشاطبي
سامي الشاطبي

بالقار ووصف القار وصفا بارعا دقيقا في زمن لم يعرف فيه الانسان القار…الطرق الوعرة.

ورأى العمارات الاسمنتية ذوات الطوابق المتعددة كما العمارات في وقتنا الحاضر، وعلى ارصفة الشوارع انوار مضاءة كما الانوار الكهربائية الحالية وراى طائرة تطير ذات اجنحة وسيارة تسير باربع عجلات ورأى الناس فيها طيبين وسموحين وودودين الى حد الشك!
استغرب ابن عربي وسال مرافقه الرجل
: أين أنا الان؟
فأجابه: بانه في الجنة!
***
نعم..ان نفس مظاهر المدينة المدنية التي عددها ابن عربي موجودة في حياتنا الآن .. الطائرة .. السيارة.. الطريق المزفلت..العمارات الاسمنتية؟..الخ

بما يوحي للقارئ باننا في الجنة، لكنّ ثمة عنصر واحد غائب، ينفي عنها –بحسب حلم ابن عربي- صفة الجنة، والشيء الغائب هو ان ناسها وخاصة قواه ليسوا طيبين بالمطلق!

لقد تحققت كل مظاهر الجنة التي ذكرها وبتفصيل ابن عربي، في وقتنا الحاضر ، ولكنّ غياب الانسان الانسان امام الحضور الطاغي للانسان الوحشي جعلها جهنم لا تطاق!

في رسالة تشير دلالاتها إلى ان الجنة لا تُبنى بالمظاهر الشكلية وتطلى بالألوان، بل تبنى بالإنسان.. الانسان!
ودمتم لانفسكم!

* كاتب وروائي من #اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى