اختيار عمر مكرم أفضل مخرج مسرحي في عدن

عدن – معين برس
‎مهرجان عدن المسرحي خلال الفترة 10- 20 ديسمبر الجاري 2018م

‎(إن إحساس المثقف في الألفية الثالثة بالقهر والاضطهاد يأتي ليس بسبب التعذيب في السجون أو سياسة تكميم الأفواه، كما كان سائد في الماضي بل إحساس ومعاناة أخرى واضطهاد آخر إنه اضطهاد وقهر وضعف الإمكانيات وعدم القدرة على امتلاك جزئيات التقنية ، التي من خلالها تستطيع الوصول إلى الآخر المستهدف من  خلال الأعمال الإبداعية هذا هو القهر الذاتي الأول.. الذي أراه ومع هذا فقد يتغلب المثقف على هذا الإحساس بالتفاني والجهد والاستمرار في استخدام التقنية البدائية وقد ينجح إلى حداً ما ولكن سرعان ما يصطدم بقهر أشد إنه قهر واضطهاد سلطة الوسيلة .. الوسيلة التي تصبح أداة قمع للمثقف أكبر من أي أداة قمعية أخرى وعندما أقول وسيلة فلا أعني سوى التلفزيون والإذاعة والملاحق الثقافية والمطابع والقاعات التي نطلق عليها مجازاً منابر ثقافة ..إننا في عصر تتداخل فيه المصالح والأفكار.. عصر تقنية المعلومات وصناعة الثقافة، العقل الإبداعي المسرحي  يحتاج فيه إلى حاضنة أو وسيلة لضمان حياة منجزه الإبداعي ومن لم يستطع الوصول إلى هذه الحاضنة أو الوسيلة قضي على مولده بحالة من حالات الإجهاض الإبداعي)1عبدربه الهيثمي ((المسرح العربي)
‎بعد غياب طويل ينهض المشهد المسرحي في عدن خجلاً وباستحياء ينهض من لحد الفناء برائحة البؤس والعناء..ينهض تاركا ولو مؤقتا سلاح جنده وخوذات المحاربين في خنادق القتال ليرسم بالحرف والضوء والصوت والنغم بعض من ملامح الجمال الغائبة عن هذا الوطن وبالذات مدينة عدن.
‎انه وبعد جهود مضنيه بذلها مدير الثقافة في عدن الأستاذ احمد عبدالله حسين  الذي كلفته جلطه  رقد عل أثرها في المستشفى ولا زال تمنياتنا له الشفاء العاجل…بعد غياب طويل دام أكثر من عشر سنين تبادر الهيئة العربية للمسرح بدولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة بإحياء صباحيات عدن المسرحية الذي بدأت يوم العاشر من شهر ديسمبر واستمرت حتى 20 ديسمبر, وسأتحدث عن ما شاهدته من إعمال أو صباحيات مسرحيه كان أولها عرض (اللقاء العظيم) للمؤلف والأديب علي احمد باكثير أعداها وأخرجها وشارك في التمثيل فيها الفنان القدير علي احمد يافعي, وقد عرضت المسرحية في صباح الاثنين كافتتاح لهذه الصباحيات المسرحية الموافق 10/12/2018 بحضور لفيف من المثقفين والمهتمين , يتقدمهم رئيس اللجنة  العلياء للمهرجان وكيل أول محافظة عدن الأستاذ نصر الشاذلي ونائبه وكيل وزارة الثقافة الفنان نجيب سعيد ثابت ومن المؤسف عدم حضور الهيئة العربية للمسرح (الجهة الداعمة).

‎(اللقاء العظيم )
‎ النص
‎ يحكي عن الزهد في الحياة والتقوى والخوف من الله.. عن كيفية تجاوز السيئة والرد عليها بالموعظة والحسنة.. ويستشهد بحالتين حالة دفاع الخليفة عمر بن عبدالعزيز عن الشخص الذي سممه وتسبب في الأخير بموته  والحالة الثانية دفاع العلامة والفقيه أبو حنيفة عن جاره العربيد والسكير عاصم الذي كان يزعجه في غناه وسكره فيشفع له عند قائد الشرطة ويخرجه من مأزق سجنه بل ويدفع له اجأر بيته.

‎الإخراج : تعامل المخرج مع العمل بواقعيه محضة من خلال تحريك وتجميد المشاهد وتتاليها.. مما أصبح معنا نصف الخشبة ميت أي إننا في كل مشهد حي من مشاهد العمل  نتحرك بنصف الخشبة وبما إن الخشبة ضيقة وبالذات خشبة كخشبة مسرح حافون أصبح النصف المتبقي من الخشبة لا يفي بالغرض ولا يلبي طموحات الحركة فماذا نجمد وماذا نبقي في خشبة عرضها لا يتجاوز الخمسة متر زد إلى ذلك إن المخرج استخدم نايلون شفاف في الخلفية فستقطع ثلث الخشبة في العمق وأعاق حركة الممثل  أكثر ونتج عن ذلك تخشب الممثل واختلال ميزنسين العرض مما اثر هذا سلبا على رؤية المتفرج للعرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى