“أنا أمثل، أنا موجود”.. أبطال ينغمسون في ذات الشخصية فتلتبسهم
معين برس : القاهرة
تساؤل قد يراه البعض من الضرب في الخيال, لكنه حقيقة لا يدركها إلا من يمتلك روحها او يستشعر إياها.. وهي : هل يمكن أن ينغمس ممثل أو ممثلة في أداء دور لدرجة أن يفقد إحساسه بنفسه ويتحوّل بالكامل إلى الشخصية التي يجسّدها؟
هذا التساؤل يطرحه المخرج البوسني ميروسلاف مانديتش في فيلمه “أنا أمثّل.. أنا موجود” (آي أكت.. آي آم) الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وتدور أحداث الفيلم، وهو إنتاج مشترك بين سلوفينيا والبوسنة والهرسك، حول أربعة ممثلين هم لينا ونيكو ولوكا وإيفا، يجسد ثلاثة منهم شخصيات مختلفة، لكن ما يربط بينهم هو أن ثلاثتهم يفقدون تدريجيا إحساسهم بمن هم ليتماهوا تماما مع الشخصيات التي يجسدونها، الأمر الذي يدفعهم إلى تبني نمط حياة هذه الشخصيات. لينا تجد نفسها متورّطة في جرائم سرقة أثناء بحث تقوم به عن شخصية السارقة التي تمثلها، ونيكو يبدأ في الطواف على الملاجئ محاولا تكوين صداقات مع مشرّدين بعد أن سيطر عليه دور المتشرد الذي يلعبه، أما لوكا فقد بات مقتنعا تماما بأنه واقع في حب إيفا بعد أن مثل دور حبيبها في مسلسل تلفزيوني.
ويقدّم مانديتش من خلال فيلمه دراسة نفسية لعملية الأداء التمثيلي بما يصاحبها من جهد ذهني وبدني، وكيف يمكن أن يتحول الارتباط بالشخصية إلى نوع من الهوس يُفقد الممثل إحساسه بذاته.
وفي ندوة أعقبت العرض تحدث مانديتش عن سر اختيار الأبيض والأسود لعرض فيلمه، وقال “أردت أن يكون فيلمي بعيدا عن الواقع تماما مثلما كان أبطالي بعيدين عنه”.