أحمد الرمعي وميض ما خبا
كتب: عبد الباري طاهر
فجعنا برحيل الزميل العزيز والصحفي القدير أحمد الرمعي. عملنا معاً في الصحافة الرقمية مع العزيز الصديق صادق ناشر. تعرفت عليه عن قرب، فقد كان صحفياً نابهاً في غاية الذكاء وسرعة البديهة، رائق المزاج؛ يتقن إلقاء النكتة، وذا مقدرة مدهشة، ومقدرة فائقة على نسج العلاقات الاجتماعية. له حضور مائز مع زملائه في نقابة الصحفيين.
هز رحيله الوجدان الصحفي؛ فهو محل حب وتقدير كل رفاقه الصحفيين. عمل في عدة صحف، وبالأخص الميثاق، وترك أثراً رائعاً في المحيط الصحفي.
أدهشني تأبين زوجته التي نشرتها الصحفية القديرة عضو مجلس نقابة الصحفيين الأستاذة فاطمة مطهر، والمرثية البكائية قطعة أدبية رائعة أعادت ذكر بكائيات الخنساء أخاها صخر :
يذكرني شروق الشمس صخراً
وأذكره لكل غروب شمس
أو رثاء مالك بن الريب لنفسه، وبكائه على فرسه:
تذكرت من يبكي علي فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجر لجامه
إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
أو بكائية متمم بن نويرة لأخيه مالك
وكنا كندماني جذيمة حقبةً
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً
على طول مكثٍ لم نبت ليلةً معا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها
أحالت على الأخرى فأسبلتا معا
أو قوله:
وقالت أتبكي كل قبر رأيته
لقبر ثوى بين اللوى والدكادك؟!
فقلت له: إن الشجا يبعث الشجا
دعوني فهذا كله قبر مالك
رحم الله الفقيد العزيز.. والعزاء لزوجته المكلومة، ولأولاده، وأسرته الكريمة..