قلبي والخريف

معين برس : بقلم: نسرين بلوط

هيّا يا قلبي… نمشي تحت القيظِ المائدِ في مرأى من عينِ الشمسْ… نتربّعُ تحتَ توهّجهِ الجمري.. بيدي اليمنى أمسكُ باليسرى حتى أشعرَ أنّي أحمي نفسي ..وكأنّي للسفنِ الغاصّةِ حزناً ميناءْ… وخريفي يشبهُ ظلي يبدو ممتدّاً حتى العاصفةِ الخرساءْ… يعشقني المطرُ المترهِّلِ حدَّ تخومِ البحرِ المتباهي… ما جئتُ لأرحلَ عنّي..قل هاتوا برهاناً أنّي أتلاشى في المدنِ الجوفاءْ..نادَمْتُ دِنانَ اللومِ الراسبِ في قاعِ البئرْ… هيّا.. انقشعَ الرمدُ المنثورِ على أجفانِ الغيمْ… وتنهّدَ من جرداءِ الباديةِ الساجيةِ الصمّاءْ.. لا تجزعْ يا قلبي… أنت أنا… توأمُ جرْحٍ يهصرهُ الغيثُ ليحيا… يأتيهِ الغوثُ الداني مني…هيا… اجعلْ لي من أسري شرَكاً للعابرِ في الصحراءْ..هيا… إمّا أن تلقيَ ضوءك أو أكون أنا أوّلَ من يلقي في عبِّ الماءْ… لن يهواكَ حبيبٌ قد هرمتْ أحجيتكْ… لن تنتظرَ الأملَ العاري في عزّ النورْ…اقنعْ بخريفٍ يخبو في سردابِ نجومٍ سوداءْ…. يا قلبي… يا وجعي المائلِ تاريخاً…انهضْ للرؤيا..قلْ:

هي الرؤيا إذا سطعتْ وأمَّ نشورُها هتفتْ…
من الدنيا قطفتُ جنى ورفَّ جبينها جذلتْ..
على كأسٍ سكبتُ منى فعمَّ أريجها عطَفَتْ
أجالسها على كَتِفٍ لجوفِ دجى فما هَدِلتْ
اذا لم يأتِ يا وجعي سكبتُ بريقها فهوتْ..

#الخريف
#المطر
#الأمس
#جارة_القمر
#الماضي
#نسيان
#عشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى