فهمي الصبري يكتب عن | منصور والحوثي والشرعية.. !!

فهمي الصبري يكتب عن | منصور والحوثي والشرعية.. !!

معين برس | فهمي الصبري *

عندما تسمع عن منصور فإنك سمعتَ عن وطنٍ، ببسالته وإقدامه وإصراره؛ وإيمانه بعدالة القضية الوطنية التي خرج من أجلها كل الشرفاء في الوطن، شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا.
عندما تسمع عن منصور فإنك تسمع عن مُناضلٍ تَقِفُ الأرضَ “إجلالًا” له.

وإن تحدثت عن النضال فـ ستجد أن منصور يرتاد المراتب الأولى في تأريخ الحرب الحوثية “نضالًا”؛ فهو ليس مجرد مقاتل فحسب؛ بل إنه أشجع المقاتلين وأكثرهم قوةً وإصرارًا وأولهم إقدامًا؛ ولولاهُ بعد الله والأبطال، لكانت الشقب وبعدها تعز (تحت حكم الحوثي).

ولكن…!

منصور الذي لم تكسره أسلحة الحوثي؛ كسره خذلان الشرعية ووعودها البراقة التي باتت قراراتها “عقيمة الثقة”؛ وحتى قراراتها لم تكسر وجوده في الأمام؛ بل إنها كسرت ثقته فيها.

ولقد باتت قرارات الشرعية أشبه بالأسيد الخام في وجه من حموها؛ لتفتت آمالهم الصخورية الصلبة بين حينٍ وآخر؛ بينما نجد تلك القرارات “منشطاتٍ” وسُعراتٍ حرارية تزيد في تمدد الحوثي وتجعله أكثر لِيونةً وصلابة؛ لنجد أن الطرق لا تؤدي إلى صنعاء؛ بل إنها ستتجهُ إلى عدنٍ.

هكذا أصبحت قرارات الشرعية علاقة عكسية (تنكمش بالغباء وتتمدد بصمت الشعب)؛ ليجد الشعب نفسه في حالة من التيهان كـ (بيتٍ بدون سطحٍ وأعمدة).

لم يكن منصورًا لوحده قد خُذل؛ بل إن إبراهيم الشهيد وإبراهيم الجريح وعليٌ وعبده وعبدالله “قد خُذلوا”؛ فلا الشهيد ولا الجريح ولا الذي لا زال في المتراس سُعدوا بحقهمُ؛ فكلٌ خٌذلَ تحت مسمىً(كبار السن)؛ وهم الأعمدة الذين استقامت بهم الجبهة، وهم الدروع التي حمت تعز؛ وهم كـ إخوتهم (النصفُ ألفٍ والأربعة) خُذلوا كـ إخوتهم؛ فلا الشهداء بدمائهم نُصروا، ولا الجرحى بجراحهم شُفيوا، ولا الحكام لنضالهم شَهِدوا حتى ولو أنهم على مجهودهم ركبوا…!

فأين الحق يااااااا من تدّعي الوطنا…!؟
وأينَ الحبِ ياااااااا من بالحربِ أغرقنا…!؟
فلا صنعاء عادت لتجمعنا، ولا عدنٍ باتت بأيدينا…!

* إعلامي من اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى