فتحي بن لزرق يتساءل | #الى_اين_تمضون_باليمن؟

فتحي بن لزرق يتساءل | #الى_اين_تمضون_باليمن؟

#معين_برس | دوت كوم

هذه الصورة لجريح حرب يمني من محافظة أبينأبين في الهند ويدعى علي فضيل عمر.
حاول مساء امس ان ينهي حياته منتحرا عقب اشهر من العذاب في انتظار علاج لا يأتي.

منذ اربع سنوات مضت يموت اليمنيون وبطرق مختلفة اما بنيران الحوثي وعدوانه واما بقصف التحالف واخطائه واما بسلبية الشرعية وفشلها واما بعبث الميليشيات .
تتعدد اساليب الموت لكنه واحد.
وقبل هذا الجريح كان ثمة طالب اخر قد انتحر.
وفي داخل البلاد يواصل الموت حصد ارواح الالاف جوعا وقهرا .
الى اين تمضون بهذه البلاد وبهذا الشعب عقب 4 سنوات من الحرب؟
الى اين ياتحالف؟
الى اين ياشرعية؟
الى اين ياحوثي؟
الى اين يامرتزقة؟
الى اين تمضون بنا
لاامن استقر ولا جيش تشكل ولا حرب انتهت ولاجريح نال علاجه ولا خدمات استقرت ولا رئيس ولاوطن عاد.
تاهت خطانا وغابت بلادنا بعيدا بعيدا وتاجرت بنا كل الاطراف.
اوقفتنا المطارات وفتشتنا الحواجز وصادر الغرباء كل احلامنا.
وبات اليمني غريبا في ارضه فلا صنعاء هي صنعاء اليمن ولا عدن ثغرها الباسم.
يحاصرنا الموت من كل جانب وتضيق بنا الارض بما اتسعت.
لارواتب لاخدمات ، مغتربينا يعذبون وشبابنا تنهمر دمائهم في حرب لم نعد نفهم لها سببا ولا هدفا .
ومئات الالاف منا يجوبون العالم والحيرة تطاردهم.
لم نعد نريد شيء غير السلام .
تعبنا .
اقسم بالله تعبنا.
جفت مآقينا من الدموع.
وخرست حناجرنا.
وامتلئت مقابرنا بالموتى
واشتد الالم.
وكأن هذه البلاد لم تعد لنا .
عبث بها العابثون من كل جانب .
لماذا ابتلع الساسة السنتهم؟
لماذا جبن الصحفيون في قول الحقيقة؟
لماذا كل هذا التخاذل والشعب يموت؟
الا توجد ضمائر في هذه البلاد؟
هل عقمت البلاد من ساسة صادقين واقلام شجاعة تقول الحقيقة؟
هل اٌشتريت كل البلاد بالسنها ؟
افيقوا شعبكم يٌدمر عن بكرة ابيه.
وكأن لسان هذا الجريح يقول قبل دقائق من انتحاره
قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟

أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟

لاشيء يبدو في السماء أمامنا

غير الظلام وصورة الجلاد

هو لا يغيب عن العيون كأنه

قدر كيوم البعث والميلاد

قد عشت أصرخ بينكم وأنادي

أبني قصورا من تلال رمادي

أهفو لأرض لا تساوم فرحتي

لا تستبيح كرامتي وعنادي

أشتاق أطفال كحبات الندى

يتراقصون مع الصباح النادي

أهفو لأيام توارى سحرها

صخب الجياد وفرحة الأعياد

أشتقت يوما أن تعود بلادي

غابت وغبنا و انتهت ببعاد

في كل نجم ضل .. حلم ضائع

وسحابة لبست ثياب حداد

وعلى المدى أسراب طير راحل

نسي الغناء ….فصار سرب جراد

هذه بلاد تاجرت في أرضها

وتفرقت شيعا بكل مزاد

لم يبقى من صخب الجياد سوى…. الأسى

تاريخ هذه الأرض بعض جياد

في كل ركن من ربوع بلادي

تبدو أمامي صورة الجلاد

لمحوه من زمن يضاجع أرضها

حملت سفاحا فاستباح الوادي

لم يبق غير صراخ أمس راحل

ومقابر سأمت من الأجداد

وعصابة سرقت نزيف عيوننا

بالقهر… والتدليس… والأحقاد

ماعاد فيها ضوء نجم شارد

ماعاد فيها صوت طير شادي

تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا

وتزورنا دوما بلا ميعاد

شيء تكسر في عيوني بعدما

ضاق الزمان بثورتي و عنادي

أحببتها ……حتى الثمالة بينما

باعت صباها الغض ….. للأوغاد

لم يبق فيها غير …… صبح كاذب

و صراخ أرض في لظى استعباد

لا تسألوني عن …. دموع بلادي

عن حزنها في لحظة استشهاد

في كل شبر من ثراها ….. صرخة

كانت تهرول خلفنا و تنادي

الأفق يصغر …. والسماء كئيبة

خلف الغيوم …. أرى جبال سواد

تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا

والريح تلقي للصخور عتاد

نامت على الأفق البعيد ملامح

وتجمدت بين الصقيع أيادي

ورفعت كفي قد يراني عابر

فرأيت أمي…….. في ثياب حداد

أجسادنا كانت تعانق بعضها

كوداع أحباب بلا ميعاد

تتزاحم الأجساد في الأجساد

حتى الشهادة راوغتني لحظة

وأستيقظت فجراً أضاء فؤادي

هذا قميصي فيه …. وجه بنيتي

ودعاء أمي …. كيس ملح زادي

ردوا إلى أمي القميص…. فقد رات مالا أرى

من غربتي … ومرادي

وطن بخيل …. باعني في غفلة

حين اشترته عصابة الإفساد

شاهدت من خلف الحدود …. مواكبا

للجوع تصرخ في حمى الأسياد

كانت حشود الموت تمرح حولنا

والعمر يبكي ….. والحنين ينادي

ما بين عمرٍ …… فر مني هاربا

وحكاية يزهو بها أولادي

عن عاشق هجر البلاد وأهلها

ومضى وراء المال والأمجاد

كل الحكاية …… أنها ضاقت بنا

وأستسلمت للص والقواد

في لحظة…… سكن الوجود

تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد

قد كان آخر ما لمحت على المدى

و النبض يخبو صورة الجلاد

قد كان يضحك والعصابة حوله

وعلى امتداد النهر يبكي الوادي

وصرخت….. والكلمات تهرب من فمي

هذي بلادُ………… لم تعد كبلادي !!!
“اقتباس”
فتحي بن لزرق
2 يونيو 2019

* من حائط #فتحي_بن_لزرق على #فيسبوك

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى