حكايات الأجداد وواقع الأحفاد

معين برس: بقلم: عزالدين المريسي : لقد عشنا الرعب في الصغر بما يكفي للعمر كله ..فقلنا ربما هي فترة بئيسة عشناها ومضت ؛ كي نعيش -مرحلة الشباب- في سعادة بعيدا عن الرعب الذي رافقنا في صغرنا والخرافات السائدة آنذاك ..وعندما أصبحنا شبابا تبخرت أحلامنا ، وأضحت الحقيقة جلية على عكس ما كنا نأمل.
كنا حينها -عندما كنا صغارا- نخاف مما نسمعه من القصص المتداولة على لسان الجدات لترويعنا كي ننام على سبيل التخويف أو الإيمان المطلق بالخرافات المتداولة والتي ربما انتقلت عبر الوراثة سلفا لخلف.
تبدل الحال ، وتغير الواقع فنسينا أو تناسينا ما سمعناه عن الجن والحيوانات الخارقة للعادة والخارجة عن المألوف ، تمنينا أن تتوقف هذه الكوابيس المرافقة لنا ، والمقلقة لراحتنا ولم نكن نعلم أن قادم الأيام تخبئ لنا أشياء أفضع مما عشناها ..رافقنا الخوف والرعب فأصبح شبابنا تجسيدا لطفولتنا الجميلة مقارنة بواقع الحال ، نعيش الرعب والجزع بصورة غير معتادة ، وبشكل لولا أننا فيه لما صدقنا حكايته ، ولما تجرأ أحد منا على نقله خوف تكذيب ما قد يقال من كلام الانتماء إلى العصور البدائية في زمن التكنولوجيا والقرية الواحدة.
أصبحنا نعيش خوف القتل ، ورعب القصف ، وجزع اليتم ، ومرارة الفقد ، لم نعد نخاف من الوحوش والحيوانات المفترسة والحكايات الخرافية ولو أصبحت حقيقة لقابلناها برضى كاملا وقناعة تامة ؛ لأننا نجد أنها أهون من واقعنا الذي أصبح الموت هدية يقدم بالمجان على مرأى ومسمع من العالم ..قلنا وداعا للأيام الخالية ، فالآباء أصبحوا أكثر وعيا وأطفالهم سيعيشون بعيدا عن مظاهر التخويف ، وهذا ما نحسده عليهم! ولكن الواقع ابدا عكس ما تخيلناه ، فقد عاشوا الأطفال كل بؤس ، وأصبحت الأماني لطفل ولد في الحرب أن يكبر على ما كبرنا عليه ، لا أن يكبر على صورة الخوف من الوحوش البشرية.
#وقفة_مع_الذات
#أيام_ما_كنا_اطفال
#حكايات_الأجداد_وواقع_الأحفاد
#عزالدين_المريسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى