إصابة “150” شخصا بـ”الكوليرا” في قرية بينها “3” وفيات.. والسكان يطلقون نداء إستغاثة .. تقرير
إصابة “150” شخصا بـ”الكوليرا” في قرية بينها “3” وفيات.. والسكان يطلقون نداء إستغاثة .. تقرير
معين برس | كتب: مالك الصمدي
تفاقمت وتفشت حالات الاصابة بوباء الكوليرا التي اعلن عن اكتشافها يوم الخميس الماضي في عزلة «بني عبدالصمد» – مديرية عتمة – محافظة ذمار، بشكل مخيف، لتتجاوز خلال اربعة أيام فقط نحو «١٥٠» حالة اصابة منها «٣» حالات وفيات.
واوضحت مصادر محلية في المنطقة: ان الوباء الذي بدأ بالظهور يوم الخميس الماضي في قرية «النقيل» تفشى في المنطقة بشكل متسارع ومخيف ليشمل عدد من قرى المنطقة وهي «الحرف – غبابة – الغوارب – هجرة» .. مشيرة ان حالات الاصابة ارتفعت خلال اربعة ايام فقط من «٤» حالات الى نحو «١٥٠» حالة توفي منها «٣» حالات وهي امرأة وطفلين.
واكدت المصادر أن المنطقة تشهد كارثة غير مسبوقة خصوصا في ظل غياب المستشفيات والمراكز الصحية .. حيث ان اقرب مركز صحي يقع في مدينة الشرق بمديرية آنس ويبعد عن المنطقة مسافة «٣» ساعات بالسيارة .. في حين السكان يواجهون ظروف غاية في الصعوبة جراء الفقر والعوز الذي يعانونه .. الامر الذي يحول بينهم وعدم القدرة على دفع تكاليف النقل والعلاج الباهضة.
وبينت المصادر ان مكتب الصحة بالمديرية قام قبل «٣» أيام بإرسال فريق طبي للمنطقة لغرض احتواء الوباء ومعالجة الحالات .. الا ان الادوية التي كانت بحوزة الفريق نفذت جراء تزايد حالات الاصابة .. في حين لم تصل فرق الاستجابة الطارئة الخاصة بمياه الريف الى المنطقة بعد رغم التواصل والمتابعة المستمرة من قبل الاهالي لتلك الجهات .. مشيرة الى انه ونتيحة لتزايد حالات الاصابة لجأ السكان لتحويل احد المنازل الى مركز طبي لاستقبال الحالات.
وحسب المصادر أنه ونتيحة لنفاذ كميات الادوية والمستلزمات الطبية بادر السكان لجمع تبرعات من الميسورين لغرض شراء الادوية .. الا ان المبالغ التي جمعت لا تكفي لتغطية الاحتياجات الكبيرة من الادوية والتي تتزايد نتيجة ارتفاع معدلات الاصابة .. لافتين الى أن ان هناك عشرات المصابين يقاسون الموت ولا يتلقون اية رعاية طبية نتيجة عدم توفر العلاج وقلة افراد الفريق الطبي الذين لم يعودوا قادرين على مواجهة الكم الكبير من الحالات المصابة.
ووفقا لمتخصصين فإن التوقعات تشير الى تفشي المرض ليطال كافة قرى المنطقة والمناطق المجاورة خصوصا مع دخول موسم الأمطار التي تعتبر عامل مساعد لتفشي الوباء .. وتفشي حالات سوء التغذية وضعف المناعة لدى غالبية السكان، الى جانب الكثافة السكانية التي تشهدها قرى المنطقة.
وبحسب اهالي المنطقة فإن حالة من الخوف والرعب تسيطر على كافة سكان المنطقة والمناطق المجاورة لها جراء تفشي الوباء .. وسرعة انتقاله، الى جانب ضعف الرعاية الطبية .. الامر الذي جعل الجميع يلازمون منازلهم تجنبا للإصابة.
وناشد اهالي المنطقة كافة المنظمات الدولية والمحلية المعنية بمكافحة الوباء للتنبه لخطر تفشيه في المنطقة والقيام بزيارتها، وكذا المسارعة في ارسال الفرق الطبية وفرق الاستجابة الطارئة اليها .. وقبل كل ذلك توفير الادوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الحالات المصابة بهذا الوباء القاتل.
واشار الأهالي الى أنه لم يسبق لاية منظمة دولية صحية او اغاثية ان قامت بزيارة المنطقة او تلمست احوال اهلها او قدمت لهم اية مساعدات، على الرغم من الكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة وصعوبة الظروف والأحوال المعيشية التي يواجهونها. مؤكدين انهم يواجهون إهمال وتجاهل من قبل العالم، بل انهم يعيشون في عزلة تامة عن العالم وفي طي النسيان.
ويبلغ عدد سكان منطقة «بني عبدالصمد» – مديرية عتمة – محافظة ذمار: نحو «٥679» نسمة.. وتضم العديد من القرى الصغيرة ما يعني ان كثافتها السكانية عالية جدا .. وتعد من المناطق النائية التي تفتقر لابسط مشاريع وخدمات البنية التحتية، فيما يعاني سكانها ظروف معيشية غاية في الصعوبة، والتي تفاقمت وساءت بشكل اكبر خلال السنوات الماضية جراء الحرب، وتوقف الأعمال وانقطاع المرتبات.
* المصدر : الحكمة نت