إنقلاب عسكري بفستان زفاف ثوري?! | الشعب يكسر الحظر ويخرج مطالبا برحيل بن عوف والمجلس العسكري.. والمجتمع الدولي “يدلو بدلوه”

إنقلاب عسكري بفستان زفاف ثوري?! | الشعب يكسر الحظر ويخرج مطالبا برحيل بن عوف والمجلس العسكري.. والمجتمع الدولي “يدلو بدلوه”

معين برس | تقرير خاص

الثورات حلم جميع شعوب الوطن العربي, ومهما اظهرت قنوات التلفزة رؤوساء تلك البلدان والشعوب تصفق لها, إلا انه تصفيق النواح على حظ عاثر في حكّام يتخبطهم مس السلطة.

شعوب عربية تشعل فتيل الثورات دونما تخطيط, ما يحول تلك الثورات إلى خناجر في خاصرتها, والامثلة والادلة كثيرة بينها اليمن و #ليبيا و #سوريا و #مصر , إلا ان الاخيره تنبهت سريعا حين اشعلت فتيل ثورة جديدة ولكنها تحت ثوب ثوري لا أكثر بينما حقيقتها كانت انقلاب عسكري مكتمل الاركان..

انقلاب عسكري حين يتحول المنقذ والبطل الى رئيس إجباري, وتكرار سيناريو مصر مع العسكري عبدالفتاح السيسي الذي أصبح رئيسا للبلاد.. اليوم تتجدد الكرّة مع وزير الدفاع السوداني عوض بن نوف, الذي اعلن البيان العسكري ووضع رئيس بلاده عمر البشير تحت الاقامة الجبرية واعتقل الكثير..

لم تكن سوى ساعات حتى اعلن نفسه بن عوف رئيسا للمجلس العسكري وأدّى اليمين الدستورية, في الوقت ااذي احتشد آلاف السودانيين أمام مقر وزارة الدفاع بالخرطوم بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ، والمطالبة برحيل بن عوف وبقية اركان النظام السابق -حسب قيادات سياسية سودانية- وهو ما قد يقابله بن عوف برد لا يخلوا من القمع وحملات الاعتقالات والمطاردة التي لا تضمن نجاة السودان الشقيق من اطلاق صافرة الحرب الاهلية وتدشينها خلال الساعات الـ48 ساعة القادمة.

رفض أي حلول

وطالب قائد قوات الدعم السريع، #محمد_حمدان_دقلو ، في بيان رسمي بوقت متأخر من مساء الخميس قادة الانتفاضة “قيادة تجمع المهنيين ورؤساء الأحزاب وقادة الشباب” إلى فتح باب الحوار والتفاوض للوصول إلى حلول ترضي الشعب السوداني وتجنيب البلاد الانزلاق والفوضي.

وصدر بيان قيادة قوات الدعم السريع، عقب مواصلة آلاف المتظاهرين اعتصامهم أمام مقرّ القيادة العامّة للجيش في #الخرطوم مساء الخميس، على الرّغم من بدء حظر التجوّل الليلي الذي فرضه الجيش إثر إطاحته الرئيس #عمر_البشير ، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وعلى وقع هتاف “سلام، عدالة، حرية”، استهلّ المتظاهرون اعتصامهم للّيلة السّادسة على التّوالي أمام مقرّ الجيش الذي كان دعاهم قبيل ساعات من ذلك إلى التزام حظر التجوّل الذي بدأ في العاشرة ليلاً (20,00 ت غ) ويستمرّ لغاية الرّابعة فجراً (02,00 ت غ).

وفي حشد ضخم أمام مقر وزارة الدفاع بالخرطوم بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ، خاطب العضو البارز في تجمع المهنيين السودانيين، محمد ناجي الأصم، المتظاهرين بالقول، إن “الثورة التي لم تنته بعد. ولم تبلغ أهدافها بعد”.

ودعا الأصم، الذي اعتقل في ديسمبر في أول موجة من التعامل الأمني مع الاحتجاجات، وأفرج عنه الخميس، إلى “عدم الالتفاف على مطالب الجماهير، وتسكين الحراك بتغييرات شكلية”.

واعتبر الأصم أن الاحتجاجات “في أقل من 4 أشهر قاومت 30 عاما من التهميش وتقسيم المجتمع”، وقال إن الشعب ماض في سبيله ضد الظلم والعنصرية والاستبداد.

وقال: “ما حدث اليوم بمثابة خطوة أولى في نهاية الظلم”، مطالبا بتشكيل حكومة مدنية مع وجود تمثيل عسكري.

وفي وقت سابق، دعا رئيس تجمع المهنيين السودانيين محمد يوسف المصطفى إلى انتقال السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية و”لا نمانع مشاركة الجيش فيها”.

و أبدى المصطفى رفضه “جملة وتفصيلا لبيان اللجنة الأمنية العليا”، مطالبا بـ”رحيل كل رموز النظام”.

وأعلن التلفزيون السّوداني الرّسمي، أنّ وزير الدّفاع عوض بن عوف أدّى مساء الخميس القسَم “رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي” الذي شكّله الجيش إثر إطاحته البشير بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبيّة ضدّ حكمه.

وقال التلفزيون إنّ “الفريق أوّل الرّكن عوض محمد أحمد ابن عوف أدّى القسم رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي”. وأضاف “الفريق كمال عبد المعروف أدّى القسم نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي”.

المجتمع الدولي يحذر

إلى ذلك دعا كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى نقل السلطة سريعا إلى المدنيين في السودان، بدلا من تولي مجلس عسكري للسلطة مدة عامين.

ودعت وزيرة خارجية #الاتّحاد_الأوروبي فيديريكا موغيريني، الخميس، الجيش السوداني إلى نقل السلطة “سريعاً” إلى المدنيين، منوّهةً برغبة الشعب السوداني في التغيير.

وقالت موغيريني في بيان “وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبّي تطلّعات الشعب السوداني، وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد”.

وأضافت “لا يمكن تحقيق ذلك إلاّ من خلال تسليم السلطة سريعاً لحكومة انتقالية مدنيّة. في هذه العملية، يجب على الجميع ممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس”.

وكانت واشنطن دعت الخميس الجيش السوداني إلى تشكيل حكومة “جامعة” تضم مدنيين.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، إنّ “الولايات المتحدة تواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وإلى إفساح المجال أمام مشاركة مدنيين في الحكومة”.

وأضاف أنّ “الشعب السوداني قال بوضوح إنّه يريد انتقالاً يقوده مدنيون” وأنّ هذا الأمر يجب أن يحصل “في وقت أسرع بكثير من عامين”.

الاتّحاد الأفريقي يدين

من جهته دان الاتّحاد الأفريقي ما وصفه بانقلاب عسكري نفّذه الجيش السوداني ضدّ الرئيس عمر البشير، داعياً إلى الهدوء وضبط النفس.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية موسى فقّي في بيان إنّ “سيطرة الجيش على السلطة ليست الحلّ المناسب للتحدّيات التي يواجهها السودان ولتطلّعات شعبه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى