توحيد الجبهة الإعلامية.. المقاومة الوطنية والانتقالي في مواجهة المشروع الإيراني

معين برس:
يشكل اللقاء التنسيقي الأول بين إعلام المقاومة الوطنية وإعلام المجلس الانتقالي الجنوبي تحولاً مهمًا في مسار توحيد الصف الوطني من منطلق تهذيب الخطاب الإعلامي، إذ يرسم هذا اللقاء أولى ملامح استراتيجية إعلامية موحدة تهدف إلى تجاوز حالة التشتت والتباين التي طبعت المشهد الإعلامي الوطني لسنوات، وأضعفت قدرته على التأثير الفعال في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه البلاد وعلى رأسها مليشيا الحوثي الإرهابية.
وتكمن أهمية هذه الخطوة في إدراك الطرفين للدور المحوري للإعلام كسلاح استراتيجي لا يقل أهمية عن العمل العسكري والسياسي في معركة استعادة الدولة ومواجهة المشروع الإيراني وأدواته مليشيا الحوثي، فغياب رؤية إعلامية مشتركة واستراتيجية واضحة المعالم، سمح للفوارق الداخلية في معسكر الشرعية بأن تتضخم، وأن تستغلها مليشيا الحوثي لترسيخ سرديتها المضللة وتشويه الحقائق.
ويعكس هذا اللقاء، وفق مراقبين، مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتق كافة القوى المناهضة للانقلاب، والتي تستوجب تغليب المصلحة الوطنية العليا وتجاوز أي خلافات جانبية يمكن أن تعوق جهود التعبئة وحشد الرأي العام، حيث إن التركيز على بناء خطاب إعلامي مؤثر وفاعل ومسؤول، قادر على مخاطبة مختلف الشرائح محليًا وإقليميًا ودوليًا، يمثل ضرورة قصوى لمواجهة حملات التضليل الممنهجة التي تشنها مليشيا الحوثي، والتي تستهدف تزييف الوعي وتقويض الثقة في القوى الوطنية.
وتؤكد النقاشات التي دارت حول ضرورة الارتقاء بالخطاب الإعلامي الوطني ليصبح أكثر تأثيرًا وفعالية، مع تبني رؤية إعلامية مشتركة تعكس تطلعات الشعب وقضاياه العادلة.. تؤكد عمق الإدراك لأهمية الرسالة الإعلامية في تعزيز وحدة الصف الوطني، كما أن التوافق على احترام الخصوصية والثوابت لدى كل طرف مع السعي نحو خطاب موحد حول القضايا المصيرية يمثل توازنًا مهمًا يهدف إلى تحقيق التكامل في الأداء الإعلامي وتكريس الاحترام المتبادل.
وحظيت هذه الخطوة بترحيب في أوساط المراقبين، باعتبارها مؤشراً إيجابياً يظهر قدرة القوى الوطنية على التوافق والبناء على المشتركات، كما أن العمل على تأسيس قاعدة صلبة لخطاب إعلامي وطني منفتح على مساهمة الجميع يمثل خطوة مهمة نحو بناء مقاربة وطنية جامعة توجه كافة الجهود نحو العدو المشترك، مليشيا الحوثي، الذي يهدد النسيج الوطني برمته.
ويعد هذا اللقاء بداية مبشرة لتوحيد وتنسيق الخطاب الإعلامي؛ فضلاً عن كونه مثل إعلانًا عن مرحلة جديدة تتسم بالوعي بأهمية الإعلام الموحد في معركة استعادة الدولة، وخطوة مشجعة في غاية الأهمية من شأنها تعزيز الجبهة الإعلامية الوطنية وتقوية قدرتها على التأثير وكشف زيف المشروع الإيراني وأدواته