#مروان_الغفوري | ماذا لو قررت #كوريا_الجنوبية أن تدخل في #الإسلام؟
#معين_برس | بقلم: د. #مروان_الغفوري *
#كوريا_الجنوبية دولة ديموقراطية، ومجتمعها ما بعد حداثي… دولة صناعية ومجتمع ما بعد صناعي، تمارس الديموقراطية الفائقة، أي ديموقراطية ما بعد الديموقراطية.
تتحكم التقانة بكل تفاصيل الحياة في #كوريا ، بما في ذلك صناعة المشاعر، والإستجابات، وهندسة البنية النفسية والذهنية.
سنشرح للكوريين هذا الدين… دين الحق!
سيسافر أئمة الشيعة ليحدثوا الكوريين عن المهدي المنتظر، الولي الذي دخل السرداب في القرن العاشر وآن وقت خروجه، سيقولون لهم: – واحد فقط له الحق في حكم كوريا، من
ينحدر من سلالة النبي. وسوف يسافر محمد رسمي ليحدثهم عن رجاحة عقل المرشد والبيعة له، سيقول لهم: – من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية.
سيسافر مشائخ السلفية ليحدثوهم عن فضل قريش على سائر الأمم وفضل الشيخين على الجنس البشري، ويقولوا لهم: انسوا هذه اللعبة المنحرفة، الديموقراطية، فقد جاء في صحيح مسلم أن الأمر في قريش ما بقي على ظهرها رجلان.
سيخطب فيهم المتصوفة عن أفضل الطرق للتقرب إلى الله، وفي مقدمتها ترك الدنيا، وهجر المادة، وإحتقار التكنولوجيا، ونبذ البدع والإبداع. وسيبني السعوديون مركزاً للدعوة يعلّمون فيه الناس طاعة ولي الأمر وإن جلد ظهرك وأخذ مالك.
سيتصارع دعاة الدرجة الثالثة والحداثة الإسلامية في مساجد العاصمة سيول حول الشكل الأنيق لحجاب المرأة، وسيصدر شباب التيار الإسلامي في مصر صفحة باللغة الكورية: – لا أتزوج إلاّ ملتحي، لا أتزوج إلاّ مُنقبـة.
سيحدثهم شيخ الأزهر عبر التلفزيون الرسمي عن الوهابية والفرق الضالة، وسيؤلف آل الشيخ مختصراً بالكورية عن عقيدة الأزهر الأشعرية التي ضلت سواء السبيل.
— سيسمعون لأول مرة أوصاف الإله الذي آمنوا به:
متحفز، عبوس، شرس، يحمل سلاسل وثعابين ويوقد النيران… إذا مزحت أمامه فإنه سرعان ما ينفعل مثل الصبية الصغار ويلقي بك في النار سبعين خريفاً، وعندما تستقر في قاع جهنم يستمر ذلك الإله بالحديث الى أهلك عن رحمته التي وسعت كل شيء.
سيقول الشيخ العريفي للكوريين: – عليكم أن تشكروا هذا الإله في كل وقت حتى إذا لم تجدوا سبباً للشكر. جاملوه فهو مكّار سريع الغضب، قدسوه وقولوا انه لا يوجد غيره في الكون، رددوا هذه الجملة في كل الأوقات بالرغم من عدم حاجته لها ولا وجود لغيره، لكن عززوا موقفـه ولا تسألوه ضد من؟!
بعد عام واحد فقط سيخرج الشعب الكوري جميعه من الإسلام. لقد اكتشفوا بالخبرة الدقيقة أن هذه النسخة من الأديان لا يمكن عولمتها، فهو دين خاص بإثنيات تتمتع بخصائص عقلية ونفسية معينة. دين يصعب دمجه في الحضارة المعاصرة، وهو بفعل وزنه الأسطوري غير قادر على الدخول إلى البلدان الحضارية الجديدة، بلدان ما بعد الحداثة.
— هكذا فكّر الكوريون!
* كاتب وأديب يمني مقيم في المانيا