رشات يمانية على الياسمين الدمشقي
عادل الأحمدي
بعد النتائج المأساوية لثورات 2011، صار مستحيلا علي أن أفرح بسقوط نظام أو أشجع على ثورة مهما كانت الظروف، لكن الأمر يختلف عندما يكون نظاما كالذي كان بدمشق أو الذي في طهران وبغداد.. أو العصابة التي بصنعاء. ذلك أن تلك الأنظمة ليست نابتة من تربة الشعوب بل هي أجهزة يسيطر عليها أعداء تلك الشعوب.
ولأهلنا في سورية أقول: بالتوفيق.. أسقطتم “النظام” فحافظوا على “الدولة”، وينبغي أن يكون واضحا الفرق بينهما في ذهن بعض المتحمسين.
كلمة رئيس الوزراء السوري غازي الجلالي، تحقق المغزى المقصود، ولقد كانت في منتهى النضج والمسؤولية وينبغي البناء عليها.
وللثوار الأحرار نقول: شكرا لكم.. لملموا شتات الشوكة المنكسرة، وأعطوا الدولة لرجال الدولة وحاذروا من ردات الفعل الانتقامية التي قد تنغص فرحة التحرير وتؤسس لدورة عنف جديدة، فالقلوب مدماة بالجراح والوجع أعمى.
إلى ذلك فإنه من الواجب في هذي الساعات الحاسمة أن يستقبل مطار دمشق الدولي وفودا من الدول العربية وخصوصا من السعودية ومصر والإمارات والكويت، تسهم في سرعة سد الفراغ وصناعة الوفاق وسد العجز الذي يسارع في تدهور الليرة السورية.
الحفاظ على النصر أصعب من تحقيقه.. وعليه فإن المتبقي أمام السوريين ليس أسهل مما مضى، بل يحتاج مزيجا من النبل والجسارة واليقظة العالية والتخطيط السليم والقدرة الاستثنائية على جبر الخواطر. ومن هنا نعتز كيمنيين بالبرقية العاجلة التي أزجاها الرئيس رشاد محمد العليمي مهنئا الشعب السوري الشقيق.
أخيرا فإن سورية بلد عربي متعدد الاعراق والطوائف ويلزم إزاء ذلك اعتماد خطاب وطني ينظر إلى الجميع كمواطنين بحيث لا يظلم أحد بجريرة أحد ولا يتم تفسير الأمر أنه انتصار طائفة على طائفة.. حذارِ.
نقول هذا حرصا منا على سورية الحبيبة ودمشق الياسمين، ونقوله حرصا على بلادنا اليمن التي أشعل فيها هذا النصر السوري دافعا قويا لطي المسافات باتجاه استعادة العاصمة صنعاء من بين مخالب الحوثيين ذراع إيران الأكثر سوءا من نظام الأسد، والأضعف من بيت العنكبوت.
رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام
8 ديسمبر 2024