الجيش السوري يخوض اشتباكات عنيفة في ريف حماة الشمالي

معين برس:

تشهد مناطق حلب وحماة وإدلب تصعيدًا عسكريا كبيرا بين الجيش السوري والفصائل والتنظيمات المسلحة، في ظل استمرار المعارك العنيفة وتصاعد الغارات الجوية الروسية التي تسعى لدعم الجيش السوري في استعادة السيطرة على المناطق الشمالية.

ومع دخول المعارك أسبوعها الثاني، يبقى المشهد الميداني معقدا، حيث تتداخل الاستراتيجيات وتتغير موازين القوى على الأرض.

الجيش السوري، بدعم من الطيران الحربي الروسي، تمكن من تحقيق تقدم في بعض المحاور، رغم تكتيكات الهجوم المباغت التي تعتمدها الفصائل المسلحة. هذه التكتيكات، التي تتسم بالسرعة وعدم التمركز، تثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود أو احتمالية تراجعها السريع.

الخبير العسكري محمد عباس أوضح في حديثه لبرنامج “الظهيرة” على سكاي نيوز عربية أن “الوضع الراهن في شمال حماة يمثل تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار في سوريا، إذ تسعى التنظيمات المسلحة للتوسع وفتح جبهات جديدة”.

كما أكد أن “الجماعات المسلحة، مثل جبهة النصرة، تعد أدوات لمشاريع خارجية تسعى لتدمير سوريا”.

الدور الروسي الحاسم

الغارات الروسية المكثفة استحضرت مشهد تدخل موسكو في عام 2015، عندما ساهمت بشكل حاسم في قلب موازين المعارك لصالح الحكومة السورية. ورغم ذلك، يرى محللون أن النجاح الروسي اليوم ليس مضمونًا بنفس السهولة، في ظل انشغال موسكو بملفات دولية أخرى، مثل الحرب في أوكرانيا.

أسعد الزعبي، الخبير العسكري، يرى أن “تراجع الدعم الإيراني والروسي، بسبب أولويات كل منهما الإقليمية، أدى إلى ضعف القوات السورية التي كانت تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي منذ عام 2014”.

ويضيف أن “عدداً من الفصائل المسلحة، مثل هيئة تحرير الشام وجيش العزة، تمكنت من تعزيز مواقعها في ظل هذه التراجعات”.

التدخلات الخارجية وتداعياتها

يشير الخبراء إلى أن التدخلات الخارجية تمثل عاملا أساسيا في تعقيد الأزمة السورية. فبحسب عباس، “الفصائل المسلحة تعمل في إطار مشاريع تركية وأميركية وإسرائيلية تهدف إلى تفكيك سوريا وفرض الهيمنة الإقليمية”، بينما يتهم الزعبي النظام السوري بالتسبب في انهيار دفاعاته بسبب الاعتماد على ميليشيات خارجية مثل حزب الله.

مع استمرار المعارك واشتداد التصعيد في الشمال السوري، تبرز مخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية وزيادة الانقسام السياسي والعسكري. وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل يستطيع الجيش السوري، بدعم حلفائه، استعادة زمام المبادرة، أم أن ديناميكيات الحرب ستفرض واقعا جديدا؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى