محمد أنعم | #الحديدة إلى اين بعد جلسة #مجلس_الأمن ؟!
معين برس | بقلم : محمد أنعم
الشعب اليمني يشعر بخيبة امل، ولا يراهن بعد اليوم على حل يأتي من مجلس الامن، كما لم يعد يكترث بالجولات المكوكية لجريفيتس او اجتماعات الجنرال لوليسغارد،..لان لكل شيء حدود..
ومازاد من فقدان الثقة لدى اليمنيين هو خروج الأمين العام للأمم المتحدة لتحديده ميزانية تقدر بقرابة 18 مليون دولار للمراقبين لمدة ثلاثة اشهر، في مؤشر على عدم استيعابه لحقيقة ما يحدث في الحديدة..
صدمة فعلا ان انطونيو بعد 3 اشهر ( حانب بالمراقبين)، والعالم كله يضغط لمنع تفجر الوضع عسكريا داخل مدينة الحديدة ، بعد ان احرق الحوثي كل الأوراق..
هذه اللوحة السوداوية ليست من نسج الخيال، بل انها (صورة محسنة) لمشهد قاتم جدا، خاصة وان كل القوى في الساحة لم تعد تملك
عود ثقاب لتضيء الدرب امام شعب يبحث عن فتحة نور للخروج من هذا النفق واخماد نيران فتنة الدجال التي اهلكت الحرث والنسل.
من حق الشارع اليمني ان يراهن على حسم ملف الحديدة عسكريا، ، وان يضغط على الحكومة والتحالف والمقاومة المشتركة لانجاز هذه المهمة الوطنية ، بدلا من هذه الحوارات العقيمة.
وعلى الجميع ان يدركوا ان ابطال المقاومة المشتركة والجيش الوطني في الساحل الغربي ، قد تحملوا ما فيه الكفاية ، فإذا لم يستطع مجلس الامن إلزام مليشيات الحوثي على احترام قرار وقف إطلاق النار، فكيف سيكون بمقدوره الزامهم بالانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة..؟؟
اذا الى اين تتجه الأوضاع بالحديدة.. على ضوء نتائج اجتماع مجلس الامن.؟ نستطيع ألقول: ان مجلس الامن يلف ويدور وينتظر من يخرجه من هذا المأزق ، خاصة وقد اعترف جريفتس ولوليسغارد بان الوضع بالحديدة هش ، وعجزا حتى الان اخراج القمح من مطاحن البحر الأحمر..
الجنرال لوليسغارد في احاطته الى مجلس الامن والتي تضمنت 12 نقطة، شخص فيها (بطريقته) تدهورالوضع في الحديدة واحتمال عودة المواجهات.. ومن باب بقاء الأوضاع كما هي حمل كلا الطرفين بوضع العراقيل امام تنفيذ اتفاق السويد.. كما طالب ومن اجل تبرير فشله طالب بضرورة وجود اتفاق سياسي لتمكين الجانب الفني من التنفيذ، وعد ذلك سببا وراء تأخير تنفيذ اتفاق المرحلة الأولى من إعادة الانتشار..
طبعا طرح كهذا واضح انه ياتي ضمن تبادل لعب ألادوار، فقد سبق ان طالب بذلك الدجال عبد الملك الحوثي، وتبناه المبعوث الدولي وطرحه على الرئيس هادي الذي بدوره تمسك بانسحاب المليشيات من الحديدة قبل اي اتفاق جديد..
ومع ذلك لم يقدم لوليسغارد حلولا بديلة للخروج من هذا المازق ، لكنه تكلم بشكل عام عن اعتزامه عقد اجتماع مشترك مع الطرفين دون ان يحيط مجلس الامن برؤية واضحة حول ذلك..
لا ندري كيف ننتظر منه نجاحا وهو يتحدث باستحالة تنفيذ اتفاق السويد، ويشترط ضرورة وجود اتفاق سياسي .. يبدو ان الجنرال لا يعرف عن اتفاق السويد شيئا ، لذا فهو يطالب باتفاق سياسي جديد.
اخيرا ، نتمنى ان لا تذهب تصريحات وزير الخارجية الامريكية ادراج الرياح، كما ذهبت تصريحات وزير خارجية بريطانيا..
ومع ذلك نود التأكيد انه مهما تكالب المتكالبون، فان في الحديدة اسود المقاومة المشتركة وهم الاجدر لانجاز مهمة تنفيذ اتفاق السويد بالقوة ووقف كل هذه المهازل !!