في تقرير لمارينا دي ريخت.. المولدون اليمنيين في مواجهة الحرب والعنصرية

معين برس- كتب/ سامي الشاطبي:

أكدت الباحثة مارينا دي ريخت بأن الحرب في اليمن أدت إلى ازدياد حدة الخطاب العنصري ضد المولدين اليمنيين – اليمنيين من أمهات أفريقيات – من قبل أطراف الصراع.
فبينما كانت هذه الفئة تعاني قبل الحرب من شتى أشكال العنصرية والوصم والتمييز، بدءًا من النظرات الدونية بكونهم من اب يمني فقط والتنمر في المجتمع، مرورًا بصعوبات حصولهم على التعليم والخدمات الأساسية، وصولًا إلى التمييز في فرص العمل، زادت تلك أشكال تلك الممارسات مع اندلاع الحرب عام 2015م لتشهد اقصى حالاتها مع مرور سبع سنوات على الحرب.

ففي دراسة عميقة للباحثة مارينا دي ريخت، كشفت عن تفاقم حدة الخطاب العنصري ضد المولدين من قبل أطراف الصراع، مما فاقم معاناتهم وزاد من عبء الظلم الواقع عليهم.

يُعد تقريرها المعنون بـ “المولدون في اليمن..مواجهة العنصرية والوصم والتمييز في زمن الحرب” والصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع الباحثة عائشة الجعيدي، بحق من تناول قضية المولدين اليمنيين من أمهات أجنبيات، خاصة الأمهات الأفريقيات، بكثير من التفصيل.. صرخة مدوية تُنادي بإنصاف هذه الفئة المهمشة.

فمن خلال دراسة نوعية شملت مقابلات مع 38 مولودًا من مختلف أنحاء اليمن، وخبراء ونشطاء حقوقيين، قدمت لوحة مفجعة عن واقع المولدين في زمن الحرب.

تضمنت اللوحة، إلى جانب ممارسات مختلف أشكال العنصرية والتمييز بحقهم قبل الحرب، الممارسات التي تفاقمت مع اندلاع الحرب، حيث تعرضوا لانتهاكات جسيمة من قبل أطراف الصراع، وزاد هاجس الخوف من التعرض للعنف والقتل.

يُعد تقرير مارينا والذي يعد مرجعًا هامًا لفهم واقع المولدين في اليمن بمثابة جرس إنذار يُنذر بخطر استمرار هذه الظاهرة، ويُقدم خارطة طريق لمعالجة جذور المشكلة.

اختتمت الباحثة تقريرها بعدد من التوصيات لمعالجة مشكلة العنصرية والوصم والتمييز ضد المولدين اليمنيين.. فمن خلال نشر الوعي حول ثقافة المولدين وتاريخهم، وسن قوانين تُجرم العنصرية والتمييز، ودعم برامج تعليمية وتدريبية لهم، وتوفير فرص عمل مناسبة، وضمان حصولهم على الخدمات الأساسية، يمكن البدء في رحلة إنصاف هذه الفئة المهمشة وبناء مجتمع يمني خالٍ من العنصرية والتمييز.

وختامًا، يعد التقرير وثيقة مهمة تُساهم في فهم واقعهم..انه بتكثيف شديد دعوة صريحة لمعالجة الظلم الواقع عليهم، وبناء يمن عادل يتسع للجميع.

لقد أججت نيران الحرب في اليمن مشاعر الكراهية والتمييز، لتطال بلهيبها فئة “المولدين” اليمنيين من أب يمني وأم إفريقية خاصة..كانت تلك المشاعر قبل الحرب تلسعهم لكنها مع اندلاع الحرب صارت تحرقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى