دوت كوم – إيهاب الشرفي يكتب عن| مستشفيات #تعز تقتل عبده المزندي بهذه الطريقة!!

معين برس | دوت كوم

من مختلف شبكات التواصل الاجتماعي يختار لكم محرر قسم #دوت_كوم في صحيفة معين برس الإلكترونية أبرز واحدث المنشورات والكتابات التي تتعلق بالشأن اليمني والعربي.

ومن شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك اخترنا لكم مقال للاعلامي إيهاب الشرفي بعنوان “مستشفيات #تعز تقتل عبده المزندي بهذه الطريقة!!” ننشره كما هو:

تخيل أن تأخذ مريض بضيق التنفس، وتحمله على عجل في سيارتك ، وتذهب مسرعا بين الشوارع والأزقة ، إلى أقرب مستشفى لمنزلك ، فيخبروك أنه لا جهاز تنفس صناعي لديهم ، ويتركوك ومريضك على بوابة المشفى، فتذهب به إلى مستشفى آخر وآخر وآخر ، حكومي وخاص ، وجميعهم لديهم عذر لترك مريضك يموت ، إما أن أجهزة التنفس معدومة ولا توجد لديهم أو أن الطاقة الإستيعابية ممتلئة ، ويموت مريضك أمام عينيك وانت تنظر إليه بحسرة وقلة حيلة ، لا تملك سوى الوجع والألم والدموع والقهر عليه وعلى وطنك الذي لم يستطع توفير أبسط مقومات الحياة.

ذلك ما حدث يوم أمس في مدينة تعز لأحد جيراني ويدعى عبده سفيان المزندي يبلغ من العمر 52 سنة تقريبا ، حيث سقط مغشيا عليه من ضيق التنفس ، على إثر ذلك تم نقله فورا إلى أقرب مستشفى والذي كان مستشفى الصفوة الذي أعتذر عن أستقبال الحالة بحجة عدم توافر أجهزة تنفس صناعية ، ثم تم نقله مباشرة إلى مستشفى الروضة الذي رفض استقباله بحجة أن الطاقة الإستيعابية ممتلئة ، ثم تم نقله إلى مستشفى الحكمة الذي تحجج بعدم توافر الأجهزة أيضا ، ثم تم نقله إلى مستشفى البريهي الذي تحجج بإمتلاء كل الأجهزة ، ثم تم نقله إلى مستشفى الرياض الذي أفاد بعدم توافر الأجهزة ، ثم تم نقله إلى المستشفى الجمهوري لتحدث الكارثة قبل وصول المريض إلى المستشفى وارتقت روحه بين يدي أهله في السيارة.

مات عبده المزندي في سيارة جاره الهيلوكس ، وصعدت روحه الى السماء وتركت فينا وجعا لا ينبري وقهر لا يمكن تجاوزه ، وارتقت روحه إلى ربها محملة بكل الأحزان والهموم وشكوى تفيض بالحسرة من مستشفيات وأطباء إنعدم فيهم الضمير واختفت منهم الإنسانية ، قتلته الأيادي السوداء التي يفترض بها أن تنقذ حياته ، قتله الإهمال والتسيب و إنعدام المسؤولية ، قتلته ألا مبالة بأرواح الناس ، وإلا كيف لهم أن يقبلوا ما حدث لرجل يعاني من ضيق التنفس أن يموت في الشارع دون أن تنقذ حياته من الأطباء والمستشفيات الستة بكل طواقمها وكوادرها واموال الجباية التي يثخنون الناس بها طوال العام.

لو توافرت الإنسانية لما مات عبده المزندي ، لو عمل الأطباء بالقسم الذي قطعوه على أنفسهم لم مات عبده المزندي بينما يتم التجوال به في شوارع وأحياء تعز ، لما فاضت روحه خنقا على عتبات ستة من أكبر المستشفيات في محافظة تعز ، وكيف له أن يموت وهناك ألف طريقة وطريقة طبية لإنقاذ حياته ، لكنهم لم يعيروه أي إهتمام ، لم يلتفتوا لعبده لأنه لم يأتي إليهم ترافقه السيارات وعشرات المسلحين ، مات عبده ومثله الكثير جراء الإهمال وإنعدام الضمير والرقابة على مستشفيات الموت ، ومن يفترض به أن يكون ملاك رحمة تحول إلى حصالة أرواح فيما تحولت للمستشفيات إلى ثكنة مصرفية يتم فيها ابتزاز الناس وسرقة أموالهم بالباطل.

فُجعت أسرته لموته بهذه السهولة ، لكن حزنها وحسرتها أعظم من الطريقة التي مات بها !! كيف لا تكون أعظم وقد خرجت أرواحهم قبل عبده وهم يشاهدون روحه تغيب ببطئ في دهاليز ألامسؤولية من بوابة مستشفى إلى أخرى ، كيف لا يكون أعظم ورب أسرتهم مات خنقا أمام أعينهم ولا حيلة لديهم ولا وسيلة لرفع الغصة عن صدره ، فيما تتعامل معهم المستشفيات والأطباء ببرودة كأن على صدورهم الثلج ،؛ تبا لطبيب انعدمت فيه الإنسانية، وتبا لمستشفى لا يملك جهاز تنفس أكسجين ، تبا لتجار البشر من أصحاب المستشفيات والأطباء، تبا لدولة لا توفر سبل العيش لمواطنيها!

واللعنة على مستشفى الصفوة.. الروضة.. الحكمة.. البريهي.. الرياض.. الجمهوري !!

* من حائط #ايهاب_الشرفي على #فيسبوك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى